]هناك ثلاثنقاط رئيسية في علاقة الفتاة بالهاتف الخلوي من المنظور التربوي، قد تحدث خللا داخل الأسرة أو تمردا داخل الفتاة. 1- الفراغ العاطفي: ونقصد به غياب كلمات الحب والحنان وعبارات الدفء والمودة داخل العائلة، فتلجأ الفتاة الى تعبئة هذا الفراغ بوسائل وأساليب، ومن اخطرها اليوم " الهاتف الخليوي"حيث تشرع بالحديث الحر والكلام دون رقيب، وثرثرة دون رقابة، تسرح وتمرح يمينا وشمالا، مع الحلو والحامض حتى تجرها العاطفة الى مستنقع فاسد، ووحل فاتن فيفسد اجواء الاسرة التي فقدت الحب والحنان وعاشت مع القسوة والشدة والعبوس. وهنا نقول:أن على الآباء مسؤولية رقابة بناتهم، وإشباع حاجاتهن العاطفية بالإبتسامة والإهتمام والرعاية، حتى لا تقع فريسة تحرش لفظي في الهاتف، ولا ضحية كلام معسول في الهاتف الخليوي بسبب علاقة محرمة في الهاتف الخليوي. لا بد من لمسة حنان، لمسة عطف، لمسة اهتمام، لأن غياب هذه المعاني سيجعل الفتاة تبحث عمن يشبع رغباتها دون قيد ولا ضابط، فيتعدى الامر الى ايذاء اطراف اخرى. 2- غياب الوازع الديني: ونقصد به ضعف الفهم لمنهج الاسلام، بأنه منهج شامل لكل جوانب الحياة، فمثلا التبرج دعوة للاستجابة الشهوانية ودعوة للعلاقة العاطفية واسرع وسيلة للعلاقة ـ الهاتف الخليوي، فيوم ان يغيب عن حياة الفتاة ان الله يراقبها، وان الله مطلع عليها سيتحول الموجب الى سالب، والحرام الى حلال والمنكرالى معروف، ويوم ان يغيب من حياة الفتاة الموجه والمربي ( كالأب) المشغول بواجباته الدنيوية، وقد القى الحابل على النابل، وتحدث بصراحة " انا اعطي لفتاتي حرية" واذ بالحرية تأتي بخبر عاجل ان حاضر الفتاة في خطر، وان مستقبلها كذلك في خطر، ويعود هذا الخطر الى الحرية الزائدة التي حولت اتجاه البوصلة وعقارب الساعة الى خطوط حمراء في حياة الاسرة ، ولا ننسى قول الله تعالى { يا ايها الذين امنوا قوا انفسكمواهليكم نارا ...} 3- { ... فيطمع الذي في قلبه مرض }: تقول الدراسات النفسية(عن طريق التحدث ونبرات الصوت غالبا ما يعبر الصوت عن شخصية صاحبه) وهذا يسوقنا الى حركة اللسان ذات العلاقة بالهاتف الخليوي اذا ما كان الصوت طفوليا ، او مائلا اومغموزا او مهموزا من وراء الاكمة ما وراءها { فيطمع الذي في قلبه مرض} فينبغي للفتاة ان تدير هاتفها الخليوي ادارة ناضجة واعية وبمسؤولية وفق القاعدة النبوية " الكلمة الطيبة صدقة" "وهل يكب الناس على مناخرهم الا حصائد السنتهم" وتقول الدراسات: إن المرأة أطول في مدة استخدام الهاتف الخليوي بينما الرجل اكثر عددا في تكرار وتنوع المكالمات. كيف ترضى الفتاة لنفسها ان تتكلم الساعات الطوال عبرالهاتف، كيف ترضى الفتاة لنفسها ان تستقبل العشرات من الرسائل الغرامية والكلمات الهابطة؟! كيف ترضى الفتاة لنفسها ان تحرق ( المال الحلال) بدفع الفاتورة مقابل كلمات لا قيمة لها ولا هدف منها الا ما يرضي الشيطان؟! وفي نفس الوقت قد تكون الأسرة في حاجة ماسة للنقود، وقد يزيد الفاتورة الزائدة عن حدها الديون على الاسرة،وقد تحدث خلافات زوجية او خلاف بين الآباء والأبناء. اخيرا: نلفت نظر الآباء الى أن الهاتف الخليوي من أخطر الأجهزة في يد الفتاة المراهقة، وهذا يستدعي ان يتعامل الآباء بوعي مع هذا الأمر، فعندما تشتري لابنتك هاتفا عليك في البداية أن تشرح لها أن هذا الجهاز يجب أن يستخدم في الأشياء النافعة ولا يجوز استخدامه في أشياء غيرأخلاقية. ان كان بعض الآباء يشجعون ابناءهم وبناتهم على شراء الجهاز فهذا يعود الى عدم معرفتهم بالضرر - وقد تخبره الايام- او لعدم رغبتهم بخلق مشاكل داخل الاسرة، أولتقليد الآخرين، هذه مبررات لنزع المسؤولية عن الآباء، وأن الأمر ليس بيده، وأن الأبناء قد كبروا، وهنا نقول:أن العصر الذي نعيشه، وأن الزمن الذي نحيا فيه، قداحتشدت فيه المغريات، وتجمعت فيه الفتن الملونة لاسقاط الشباب والفتيات، والامر لايقبل عذرا من أب، ولا تبريرا من أم، ولا تحليلا من مرب، بل الكل عليه مسؤولية،والمسؤولية تصنع الرجال " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته". استعمال الفتيات للهاتف النقال من منظور شرعي: ان الهاتف المحمول يعد أحدث طفرة ملحوظة في عالم الاتصالات. وان الحكم الشرعي لا يتعلق بذاته وانما يتعلق بالمستخدم وطريقة الاستخدام. ذلك انه يمكن استخدامه في خدمة الاسلام ونشر العلم النافع ولقضاءالاحتياجات اللازمة وغيرها من المباحات ويمكن ان يستخدم للكلام الطائش بين الشباب والفتيات وللتسكع والمعاكسات .... وعندها يصبح الاستعمال محرما، وليس الهاتف محرما بذاته. لذلك ننصح الاباء والامهات واولياء الامور بتثقيف ابنائهم وبناتهم وتحذيرهم من توظيف هذه النعمة التي انعمها الله تعالى علينا- ذلك انها تسهل الاتصالات بين الأقارب والأصحاب وأرباب المهن والاشغال والاعمال- الى نقمة تكون ضحيتها الأخلاق التي هي اصل الحضارة ورقيها وازدهارها. وقد قال أمير الشعراء أحمد شوقي في هذا المعنى: إنما الأمم الاخلاق ما بقيت ثم على الاهل إعطاء ابنائهم الوقت الكافي للحوار والنقاش في هذه القضايا واظهار عواقبها الوخيمة على الفرد. واذا اكتشف الأهل أن ابنهم أو ابنتهم وقعوا في شراك هذه الآفة فعليهم زيادة الحواروتأكيد عواقبها، ثم على الاهل ان يوفروا الجو الدافىء والحنان اللازم لابنائهم ليتمكنوا من كشف مشاكلهم وهواجسهم والاستماع اليهم بآذان صاغية ، فالقسوة والتجافي يزيدان من الأزمة ويعطي المراهق الضوء الأخضر بالبحث عن الحنان لدى الآخرين. ومن جهة اخرى على الآباء عدم الإفراط في إعطاء كامل الحرية بعيدا عن المراقبة والمتابعة فعلى الآباء أن يتحروا عن اصدقاء أبنائهم وأن يكون مصروفهم اليومي مقبولا وأن يعملوا على تهيئة الأجواء الإيمانية في البيت ومراقبة وسائل الاتصال كالتلفازوالأنترنت[/size]
الخميس مارس 25, 2010 3:46 pm Admin