قرأت هذه الكلمات و أعجبتني كثيرا فنقلتها لكم
بعد عامين من الانقطاع أتيتك .. أحمل بين جنبات صدري شوق عميق.. وحب جارف اليك.
على رمالك الناعمة أجلس أتطلع الى مياهك الزرقاء وأشاهد من مكاني أمواجك العالية تتسابق وتتصارع للوصول اليّ .. أطرافها تتلامس مع أطراف قدمي فأضمها سريعا الىّ ..وأنظر لأعلى فألمح سحابة مارة من فوق تظللني وكأنها تلوح لي .. وتضمني بين لونها الأبيض الممزوج بلون الشفق.
وعن يساري شمس تبتسم .. تسكب نورها الذهبي على صفحتك الزرقاء من بعيد.. ومن أمامي مرت طيور النورس محلقة فوق زبدك الابيض تعلو وتهبط وكأنها ترسل الىّ بتحية مسائية لها أبتسم.
هذه المرة صادقت كل شئ حولي يــابــحـر.. ذلك النورس الذي يقترب مني بحذر .. وتلك الرمال الناعمة التي تضمني بلطف وأشعر ببرودتها المحببة بين أصابعي .. وهذا الرذاذ الخفيف الذي يهب من نسمات الرياح يبلل وجهي برفق ورقة.
الا انت يــابــحـر .. أشعر نحوك هذا العام برهبة وغضب شديدين .. ألقيك بالاحجار المتناثرة على رمالك فتثير أمواجك العاتية حولي .. وتهدربصوتك الجهور في وجهي .. غاضب لأني عنك تأخرت .. أم غاضب لأني ألقاك بحذر الخائف من غدرك وتقلبك؟
حيرتني يــابــحـر .. ورغم ذلك بيتّ ليلا النية وعقدت العزم ... وفجرا بعد صلاتي اليك أنطلقت .. وفي كفي اليك ما سيردعك عني .. أسير بخطوات سريعة وواثقة .. في طريقي الى شاطئك الرمليّ .. وأنا أراك تقترب وتقترب .. وأسمع هدير أمواجك من بعد.
وصلت اليك .. وفي مكاني المعتاد أجلس .. أسمعك تزوم وتجهز أمواجك الصاخبة لتغرقني .. لكنك حقا لن تستطيع هذه المرة .. فتحت كفي .. أجذبه الىّ .. وعلى العلامة المحفورة في ذاكرته بدأت .. أتلو الآية تلو الآية .. فهذا سلاحي أيها البحر.. مصحفي وآياته ..أقرأ وأقرأ .. وغضبك يعلو .. تجمع الأمواج في وجهي ..وتقسم أن تغرقني .. والموج مني يقترب .. وأراه على الشاطئ ينكسر.. وبعيدا عني ينحسر ..
فقل لي بعدها أيها الغضوب ..بربك.. من كان في معية الله .. كيف يخافك أو يرهبك يــابــحـر [/size]
السبت يناير 30, 2010 2:11 am Admin