(ونبدأ بالأطلال لأم كلثوم)
يا فؤادي لا تسل أين الهوى كان صرحاً من خيالٍ فهوى
اسقني واشرب على أطلاله وارو عني طالما الدمع روى
كيف ذاك الحب أمسى خبراً وحديثاً من أحاديث الجوى
لست أنساك وقد أغريتني
بفـمٍ عذب المناداة رقيـق
ويـدٍ تمـتد نحـوي كـيـدٍ
من خلال الموج مدّت لغريق
وبريقٍ يسبق الساري له
أين في عينيك ذيّـاك البريق
يا حبيباً زرت يوماً أيكه
طائر الشوق أغني ألمى
لك إبطاء المدل المنعم
وتجني القادر المحتكم
وحنيني لك يكوي أضلعي
والثوانى جمرات في دمي
أعطني حريتي أطلق يديا
إنني أعطيت ما استبقيت شيئا
آه من قيدك أدمى معصمي
لم أبقيه وما أبقى عليّـى
ما احتفاظي بعهود لم تصنها
وإلام الأسر والدنيا لدى
أين من عيني حبيب ساحر
فيه عز وجلال وحياء
واثق الخطوة يمشي ملكاً
ظالم الحسن شجي الكبرياء
عابق السحر كأنفاس الربا
ساهم الطرف كأحلام المساء
أين مني مجلس أنت به
فتنة نمت سناء وسنا
وأنا حب وقلب هائم
وفراش حائر منك دنا
ومن الشوق رسول بيننا
ونديم قدم الكأس لنا
هل رأى الحب سكارى مثلنا
كم بنينا من خيال حولنا
ومشينا في طريق مقمر
تنشد الفرحه فيه قبلنا
وضحكنا ضحك طفلين معاً
وعدونا فسبقنا ظلنا
وانتبهنا بعد ما زال الرحيق
وأفقنا ليت أنّا لا نفيق
يقظت طاحت بأحلام الكرى
وتولى الليل والليل صديق
وإذا النور نذيرٌ طالعٌ
وإذا الفجر مطلٌ كالحريق
وإذا الدنيا كما نعرفها
وإذا الأحباب كلٌّ في طريق
أيها الساهر تغفو
تذكر العهد وتصحو
وإذا ماالتأم جرح
جدّ بالتذكار جرح
ياحبيبى كل شىء بقضاه
ما بايدينا خلقنا تعساء
فتعلّم كيف تنسى
وتعلّم كيف تمحو
ربما تجمعنا اقدارنا ذات يوم
بعد ما عز اللقاء
فإذا أنكر خل خله
وتلاقينا لقاء الغرباء
ومضى كل إلى غايته
لا تقل شئنا فإن الحظَّ شاء