[center]أحببت كثيرا المواضيع الجميلة التي كتبتها السيدة الجميلة فوزية سلامة و احببت ان تكون من فضفضاتي :تتجمع اللحظات الحميمة في عمري معك حين يفرقنا السفر. المسافة بيننا تسقط عني غبار كل اختلاف بيننا . لا اذكر سوي ابتسامتك الهادئة وانت تودعني. اشتعل حبا ويتجدد امل اللقاء.
بالامس انهيت كل اعمالي وانفردت بنفسي مع القلم والورق لكي أكتب بك واكتب عنك واكتب لك عندما تنام كل العيون.
نسيت كل المواعيد الا موعدي معك عندما يأتي المساء ويبتسم القمر.
جلست في شرفة بيت يطل علي البحر وغلغلت نظراتي بين خيوط النور فقطعت المسافات في رحاب موج سابح اليك. موقنة انا بأنه لا باب يوصد دوني حين يتجدد اللقاء. انظر الي البحر واخالني طائرا مسافرا عائدا اليك.
يا حب الحاضر الموجود , اريدك في كل شيئ لأنك اكتمال ويقين. أشتاقك وأظنني يمامة وسط اغصان متشابكة جلست في عش بنته حيث تريد.
هذا المساء راقبت كوكب الزهرة, واستقبلت ليلا مشبعا بعطر الزهور. استعذبت احلامي ولملمت نفسي حول نفسي واحتواني الالق.
تصورت انني ابتعلت جزءا من النجمة اللامعة فاضأت من الداخل بألوان متماوجة.
اخرجني جرس الهاتف من مدارات افكاري فاندفعت اليه بشوق الارض الي المطر. جاءني صوتك وكم اسعد بالكلام معك. صوتك يعيد الي الاطمئنان ويذيب كل ما هو غير جميل. ينزل علي سمعي ملطفا فانفض كل غبار القلق ويعود قلبي نظيفا وجديدا ومليئا بالسرور.
وعدتك بأن اكتب لك رسالة فهاهي رسالة من جوار البحر احملها اشيائي الصغيرة التي تجعل هذه اللحظة
واعدة بالجديد.
اريدك ان تكون حاضرا رغم انك بعيد وان لم تكن حقا بعيدا. فأنت الوجه الاول الذي يبتسم نحوي عندما تنتبه حواسي كل صباح. والفكرة الاخيرة التي ترافقني قبل ان يضمني النوم وحين اتأمل لون البحر. اراك بين الامواج ساعيا نحو الشاطئ.
احيانا اتمني ان اسألك عن هذه المشاعر التي تحرك صخب الحياة وعنفها في دواخلي. هل هي خيال جائع ووهم ملفق؟ ثم يردني حدسي. فما هي الا الحياة اعيشها واتأملها بفرح خالص يطرد شبح الانفراد الموحش والالم المقيم.
الصفاء بننا دافع للاستمرار وما دام نبض الحياة يدب فينا يكون الفرح بها انجاز ودعاء. لا بقاء لي الا بحب الحياة . فهو حب يتدفق من روحي. انه نعمة حقيقية من الله , وهو ليس هبة يمنحها لك آخر ثم ينتزعها متي شاء. انه حب يولد معنا ويستمر وينتشر مثل اغصان الشجر , يظلل العطشي في صحراء التيه.
ولأنني احب الحياة لا اشعر بغربة اينما كنت. فالغريب هو من لا وطن له’ من لا حبيب له. من لاصديق له.
هل عرفت الان لماذا انت وطني؟ مادمت لي وطنا لن تتعري الشجرة من اوراقها ولن يغيب المطر. سوف ينشر طائر الحب جناحيه فوق صهوة الريح مرددا اغنياتالحاضر والمستقبل البعيد.
هل تقبل هدية صغيرة مني؟ انها ليست هدية اشتريتها بالمال . بل هي اكتشاف ضاعف يقيني بأنك لي وأنا لك:
هي كلمات من شاعرنا الراحل العظيم أمل دنقل :
وصار بيتي بيتنا معا. وصار
ارجوحة وثيرة.
وصارت الالفة ثوبا واحدا
نلبسه تحت جلودنا
فلا يبلي
ولا يلحقه الغبار.
فوزية سلامة [b]