صباح العزة والكرامة المهدورة على أبواب العواصم المنكوبة، المسيجة بحصارات شتى تتشكل فيها حصاراتك المترامية..الممتدة إلى ما لانهاية الحزن. حزن الأمة تلخصه صرخة طفل يتضور جوعا ولا يركع..يردد بإصرار:
«إذا انحنيت
انحنى تل وضاعت سماء
ولا أعود جديرا بقبلة أو لقاء».
يجترح طفل غزة معجزة تبقيه متوثبا لرجم شيطانه..شيطاننا القابع على الصدور وبين الضلوع المتكسرة بجزماتهم، لكنه يقف وفي كفه اليافعة حجر يرعب ترسانتهم.
صباح شقائق النعمان وهي تظلل مقابر الشهداء في المنفى وفي الداخل المحتل.. ترسل رحيق عشق في أول أيام العيد المهور بدماء زكية.
هنا نعرف مكانتهم.. هنا ندرك كم كانوا عظماء ببساطتهم وجرأتهم وبدمائهم التي سفكت.
صباح الخير الممتد إلى القدس وحيفا ويافا وهم يمنعونها من إرسال العاب لأطفالك، وحليب يسد جوعهم ويحقنهم بجرعة من شموخ لم نعد نعرفه.
صباح حزن يبرق فرحا كلما سقطت حجر على صنم..
فكل الشياطين متشابهة حين تدق ساعة رجم الشياطين المتناثرة في الزوايا المعتمة.
غزة حزينة لكنها تغسل حزنها ببهاء طلتها وهي تجدل ضفائرها وتستعد لجولة أخرى من الرجم على أسوار المعابر المحكمة الإغلاق
لئلا يتسرب نور حجاجها الواقفين فرجة على حال الأمة المسبية.
صباحات غزة غير صباحات العواصم المحتفية بحجاجها وهم يرمون جمراتهم السبع..
صباح حجيج لم يطوفوا بمكة، ولم يرموا الشيطان على مشارفها، بل رموا شيطانهم سارق الفرحة من عيونهم.
غزة هاشم المحاصرة اليوم تحاصر حصارها وتحتفل بكل شيئ على طريقتها وهي تواجه بصدر مفتوح يعري العواصم اجمع.