موضوع: علاج الخجل والانطواء لدى طفل الإثنين سبتمبر 07, 2009 2:44 pm
يعد الكلام وسيلة التخاطب الأولى بين البشر، يعد أي خلل في
جهاز النطق أو طريقة الكلام، مشكلة لها تأثير كبير على مسار حياة أي شخص. قد نري شاب في مقتبل العمر يوحي لك مظهره الخارجي من الوهلة الأولى للقائه، أنك أمام شخصية قوية مليئة بالطاقة والحيوية، منفتحة على الحياة، لكن بمجرد بدء الحديث معه تبدأ ملامح القوة تتلاشى عن وجهه الذي يهتز مع كل كلمة ينطق بها، فهو يعاني من التأتأة في الكلام، وقد كان لهذه المشكلة أثرها البارز والسلبي في حياته وحياة من يعانون من أى خلل فى النطق أو طريقة الكلام ،وهذه المشكلة المرضية يعانى منها الشخص منذ فترة الطفولة فهذه المشكلة فتجعله شخصية أنطوائية خجولة حيث عندما يكون فى حوار مع الأخرين فأنه يعانى من الصعوبة فىمجاراتهم نظراً أن الكلمات كعاداتها تستغرق وقتاً طويلاً لتكتمل ، وبالتالى يبدأ الأخرين فى السخرية والاستهزاء ،ومن هنا تبدأ المعاناة التى لايقوى على تحملها ، فيفضل الابتعاد والانطواء على أنفسهم. هذا ويؤكد الأطباء أيضاً أن من أسباب شعور الطفل بالاكتئاب والانطواء هو تناول الأم الحامل لمضادات الاكتئاب أثناء الحمل، حيث أكدت دراسة أسبانية حديثة أن الاطفال قد يصابون بأعراض الانطواء بعد الولادة إذا كانت أمهاتهم تتناول دواء بروزاك المضاد للاكتئاب أو أي مثيل لمادة" أس أس أر آي" أثناء الحمل. ومن المشاعر السلبية التي قد تمتلك الطفل أيضا الخجل، ويوضح خبراء الصحة
النفسية، أن الخجل الشديد يعود لثلاثة أسباب متفاعلة هي : - الوراثة. - فقدان المهارات الاجتماعية. - نظرة سلبية للنفس والذات. ويمكنك عزيزتي الأم أن تعرفي بسهولة إن كان صغيرك خجول أو لا، ومن أعراض خجل الأطفال : - قلة الكلام بحضور الغرباء. - عدم القدرة على التعامل مع الأصدقاء. - شعور بالقلق والضيق عند الحديث. - منزوي ومنطوي على نفسه. - احمرار الوجه. - تلعثم وارتباك. - لا ينظر لمن يتكلم معه.
هذا ويرى الدكتور "برناردو كاردوتشي" مدير معهد بحوث الخجل بحامعة ايربانا بالولايات المتحدة الأمريكية أن الطفل الخجول يمنعه خجله من تصرفات كثيرة فيقول الآتي: أريد أن ألعب معهم ولكني لا أستطيع؛ فهذا الطفل يحب المشاركة لذلك يشعر بالحرمان مما يسبب له كثيرا من الألم. يأخذ الأطفال الذين يعانون من الخجل وقتا أطول للتأقلم علي الوجوه الجديدة. أنا خائف من أي شيء جديد، يفضل الطفل الخجول الروتين في حياته. لذا عليك يا عزيزتي أن تكوني طبيبته وتمدي له يد المساعدة فهو مرتبط بك كثيراً ويحبك أكثر؛ وطبيعي أن يستجيب لك أسرع . - في المناسبات الصاخبة كأعياد الميلاد احرصي علي أن تصلي مبكرا حتي لا يقابل المدعوين دفعة واحدة فيزيد ذلك خجله وارتباكه وكوني قريبة منه إلي أن يصبح مستعدا للاندماج مع باقي الأطفال - ادعي له صديقا للعب في بيتك ووفري لهم ألعابا أو أنشطة كثيرة وعندما يشعر طفلك بالألفة والراحة انتقلي بهما للعب في حديقة النادي حيث يلعبان عدة مرات ثم يمكنه بعد ذلك أن يلعب ألعابه المفضلة. - أما المناسبات الكبيرة ممكن أن تصيب الطفل الخجول بالذعر حتي ولو كان يعرف الكثير من الحاضرين لذلك حينما تكونين في زيارة عائلية حدثي طفلك عمن سيلتقي بهم في الحفل واذا كان الحفل في منزلك فاجعليه يساعدك في تقديم المشروبات. - واعلمي جيدا أن ممارسة الرياضة تنمي الثقة داخل طفلك؛ فاحرصي على أن تتواجدي معه في التدريب والبطولات لتدعمي ثقته بنفسه
Admin Admin
عدد المساهمات : 2029 نقاط : 4938 تاريخ التسجيل : 17/04/2009
موضوع: رد: علاج الخجل والانطواء لدى طفل الإثنين سبتمبر 07, 2009 3:11 pm
الطفل الخجول هو الذي ليس لديه القدرة علي التجاوب مع زملائه في المدرسة، أو الأشخاص الذين يراهم لأول مرة،سواء كان في البيت أو خارجه، وهو لا يندمج معهم، ولا يستطيع مواجهتهم بجرأة، لذلك فإن تجاربه في الحياة تكون محدودة، كما تكون صداقاته قصيرة الأجل غير مستديمة، وكذا لا يتحمل نقد الآخرين له، أو ملاحظاتهم البسيطة نحوه. كل هذه الصفات تجعل منه شخصا انعزاليَّا غير نافع لنفسه أو لمجتمعه. والحياء شيء والخجل شيء آخر، والفرق بينهما كبير؛ لأن الخجل هو انطواء الولد وابتعاده عن معاملة الآخرين والتعامل معهم، أما الحياء فهو خلق وفضيلة من أخلاق الإسلام، يمنع من ارتكاب الخطأ والمحرمات، ولقد أوصي به رسول الله ( حين قال: (استحيوا من الله حق الحياء). قلنا:يا رسول الله إنا نستحي والحمد لله. قال: ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعي، والبطن وما حوي، ولتذكر الموت والبِلَي، ومن أراد الآخرة، ترك زينة الحياة، فمن فعل ذلك؛ فقد استحيا من الله حق الحياء) [الترمذي]. أسباب الخجل: وأسلوب تربية الطفل قد يجعله خجولا؛ حيث إن زيادة التدليل قد تسبب الخجل، كما أن التشدد في المعاملة وتكرار التوبيخ، والزجر والتأنيب بغير سبب، واستخدام القسوة في تصحيح الأخطاء خاصة أثناء وجود الغير، كل ذلك قد يؤدي إلي فقدان الثقة في النفس والشعور بالنقص، وبالتالي يؤدي إلي الخجل والانطواء عن الناس والمجتمع، وقد كان رسول الله ( يلاطف الصغار حتى يشعرهم بالثقة في أنفسهم. وقد يكون من أسباب الخجل، الشعور بالنقص لدي بعض الأطفال الذين يعانون من عاهات وعيوب خِلقية، مما يجعلهم يميلون للعزلة. كما أن التأخر في الدراسة قد يكون سببًا في الشعور بالنقص، وضعف الثقة في النفس مما يؤدي لأن يصبح الطفل خجولا. والطفل الوحيد غالبًا ما يعاني من الخجل نظرًا للاهتمام الزائد به، والخوف الشديد، واللهفة عليه أكثر مما يعامل الآباء الأطفال الذين في مثل سنه، وقد يؤدي ذلك للسخرية منه من قبل بعض زملائه مما يزيد من حدة المشكلة. علاج الخجل: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن الأقرع بن حابس -رضي الله عنه- أبصر النبي ( وهو يقبل حسينًا فقال: إن لي عَشَرَةً من الولد ما فعلت هذا بواحد منهم. فقال رسول الله (: (من لا يرحم لا يرحم) [أبو داود]. وكان رسول الله ( يتلطف مع أبناء الصحابة ويسلم عليهم، ويهتم بهم ويرحمهم. وروي لنا ذلك أنس بن مالك فقالإنه كان له أخ صغير اسمه عمير، وكان له طائر يلعب معه، فلما مات حزن عليه حزنًا شديدًا، فكان رسول الله ( إذا رآه داعبه ولاطفه وسرّي عنه بقوله (يا أبا عمير ما صنع النغير) [متفق عليه]، وكثيرًا ما كان يركب الحسن والحسين علي ظهره ( ويقول: (اللهم إني أحبهما، فأحبهما، وأحب من يحبهما) [الطبراني]. فالرحمة والحنان الغير زائدين عن الحد المعقول من العوامل المؤثرة التي تقي الأطفال من الخجل. ويمكن للأم علاج طفلها من الخجل والانطواء، وذلك بتربيته علي الجرأة، وأن يصطحبه أبوه في المجالس العامة، لأن هذه المخالطة تجعله أقل خجلا من الأطفال الذين لا يخالطون الناس. وعلي الأم أن توفر لطفلها قدرًا كافيًا من العطف والرعاية والمحبة، وإشعاره بالأمن والطمأنينة، وأن تحذر من التفرقة في المعاملة بين أبنائها حتى لا تحدث الغيرة لدي الطفل، فيشعر بعدم القبول فينتج عن ذلك انطواؤه وخجله، فالأطفال يكونون في غاية الحساسية، ولقد نهي النبي ( عن ذلك فقال: (اعدلوا بين أولادكم في النِّحَل، كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر) [الطبراني]. والتربية الاستقلالية في شخصية الطفل خير وسيلة للوقاية والعلاج من الخجل، لذلك كان رسول الله ( قدوة صالحة في تربية السلف الصالح علي الجرأة. فعن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- أن رسول الله ( أُتِي بشراب، فشرب منه -وعن يمينه غلام، وعن يساره الأشياخ (أي المسنين)- فقال للغلام: (أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟) فقال الغلام: لا والله يا رسول الله، لا أوثر بنصيبي منك أحدًا) [متفق عليه]. وعلي الأم أن تعيد لطفلها ثقته بنفسه، فإذا كان متفوقًا في دراسته، أو ماهرًا في موهبة كالرسم مثلا وجب عليها أن تشجع فيه هذه الموهبة، وأن تعلي من قيمتها عنده، وأن تمدحه وتشعره أنه متفوق. وعلي الأم أن تكون صبورة في علاج الخجل عند طفلها؛ لأنه يحتاج إلي وقت طويل، ويتم علي مراحل، وعليها أن تبدي سعادتها كلما تخلص من بعض خجله، ولكن إذا فشلت؛ فعليها أن تحاول معه مرة أخري حتى يتحقق هدفها الذي تتطلع إليه. وعلي الأم الاهتمام بطفلها والإنصات له عندما يتكلم، وعدم السخرية من حديثه أو أفعاله، لأن هذا يكسبه الثقة في نفسه، بل يشجعه علي التحدث مع الآخرين بلا خوف أو خجل.