السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أيها الشــاب أين تقضي شبابك
أخـي الكريـم..
إنه سير إلى الله .. عبادة وطاعة .. فإن استطعت ألا يسبقك إلى الله
أحد فافعل ..
ووالله الذي لا إله غيره .. ما خُلقت للهو واللعب ، ولا لإضاعة الأوقات
خلف شاشة أو على مدرج كرة !! فالأمر أعظم من ذلك ..
ولكن متى تهب من غفلتك وتستيقظ من رقدتك !!!
أوشكت الشمس على الغروب ، والعمر في هروب وأنت راكد لابث
بان لك الرشد .. وظهر لك الربح .. ولا ينصحك مثل المعصوم
ولا يدلك مثل القرآن .. وقد قامت عليك الحجة ، وما بقي لك عذر
وليس لك مهرب ..
أخــي الكريــم..
.. لا يحل لك أن تهدر العمر ولا أن تذبح الزمن بسكين اللهو !!
تسابق الذئب والسلحفاة وكان الذئب أسرع خطا وأشد وثبا وأقوى عزيمة
لكن السلحفاة سبقته إلى الغاية وقعد بالذئب تلفته وانشغاله ..
فيا من عرف طول الطريق وقلة الزاد وبعد السفر ونفاسه المطلوب
وخساسة الدنيا .. مالك إذا قيل لك انفر أتثاقلت ؟!
جلس بك الطبع البليد في الصفوف الأخيرة !!
فأنت في الغذاء والكساء ماهر مثابر مجيد فريد .. ولكنك في العمل
والعبادة كسول ثقيل !!
يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله :
" فى أحضان البطالة تولد آلاف الرذائل ، وتختمر جراثيم التلاشي
والفناء .. وإذا كان العمل رسالة الأحياء ، فإن العاطلين موتى ..
وإذا كانت دنيانا هذه غراسا لحياة أكبر تعقبها ، فإن الفارغين أحرى الناس
أن يحشروا مفلسين لا حصاد لهم إلا البوار والخسران "
وقد نبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى غفلة الألوف عما وهبوا
من نعمة العافية والوقت ، فروى البخاري من حديث ابن عباس
رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ "
قل للذي أحصى السنين مفاخـرا يا صاح ليس السر في السنوات
لكنه في المرء كيف يعيشهـــا في يقظة ، أم في عميق سبـات
قم عُدّ آلاف السنين على الحصى أتعدُّ شبه فضيلة لحصــــاة
أجل .. فكم من سليم الجسم ممدود الوقت ، يضطرب فى هذه الحياة
بلا أمل يحدوه ، ولا عمل يشغله ، ولا رسالة يخلص لها ويكرس
عمره لإنجاحها ..
أخي الكريم ..
لم يخلق الله الناس عبثا ولا سدى
فهو سبحانه يقول :
(أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ، فتعالى الله
الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم )
بل خلقهم الله لغاية عظمى ورسالة سامية تتطلب همة عاليه وقلوبا صافية
(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
إن هناك رجالا تظل وقده الشباب حارة في دمائهم ، وإن نيّفوا
على الستين والسبعين ، لا تنطفئ لهم بشاشة ، ولا يكبو لهم أمل
ولا تفتر لهم همة ..
تنكّر لي دهري ولم يدر أننــي أعز وأحداث الزمان تهــون
فبات يريني الخطب كيف اعتداؤه وبت أريه الصبر كيف يكـون
وهناك شباب يحبون حبوا على أوائل الطريق ، لا ترى في عيونهم بريقا
ولا في خطوهم عزما ، شاخت أفئدتهم وهم في مقتبل أعمارهم
وعاشوا ربيع حياتهم لا زهر ولا ثمر !!!
إن من أعظم مصائب الجيل خسة الهمم ، وبرود العزائم
وفتور الأرواح ..
قال بلال بن سعد :
" رُبّ مسرور ، مغبون ، يأكل ويشرب ويضحك ، وقد حُقّ له
في كتاب الله عز وجل أنه من وقود النار "
نــداء لمن أخر عن الركب .. ولا يزال يرى القافلة
شمّر عن ساعدك .. واستدرك أيامك ..
ا