موضوع: داء السكري: الحمية والرياضة كفيلان بالوقاية منه الإثنين يوليو 13, 2009 4:40 pm
داء السكري: الحمية والرياضة كفيلان بالوقاية منه
[size="4"]دراسة البرنامج الأميريكي الوطني للوقاية من السكري تبرهن أن الحمية والرياضة كفيلان بتخفيض الإصابة به بنسبة 58 في المئة
كشفت دراسة نُشرت حديثاً في مجلة New England للطب النتائج التي توصل إليها البرنامج الوطني الأميركي للوقاية من أمراض السكري ، وقد أكدت الإحصاءات أن بعض التعديلات في نمط الحياة مثل الخسارة المعتدلة للوزن ومزاولة التمارين الخفيفة بانتظام تخفض الإصابة بالسكري بنسبة 58 في المئة ، أي أنها أكثر فعالية من دواء الغلوكوفاج Glucophage الشائع الاستعمال في الوقاية من السكري وعلاجه . في ما يلي آراء أهم أصحاب الإختصاص في جامعات الولايات المتحدة الأميركية حول نتائج البرنامج ، وقد جاءت إجاباتهم داعمة لهذا البرنامج ومؤكدة على ضرورة بذل جهود للتوعية حول أهمية الوقاية .
س – ما ها نتائج دراسة برنامج الوقاية من أمراض السكري ؟
ج – بينت الدراسة بوضوح أنه عندما يكون التدخل – سواء لناحية الحمية أو التمارين الرياضية أو بعض الأدوية – مبكراً لدى الأشخاص الذين يملكون سجلاً عائلياً في مرض السكري ، من المحتمل أن يكون التأثير مهماً جداً . حالياً يتم التحكم بواسطة الحمية والتمارين فقط بنسبة 15 في المئة من المصابين بالسكري من النوع الثاني ، والسبب الرئيسي لذلك هو أن معظم مرضى السكري الآخرين يكونون قد وصلوا إلى مرحلة متأخرة من المرض ، مما يضطرهنم إلى تناول أدوية الأنسولين للتحكم بالسكري . وجاءت نتائج البرنامج كالتالي :
أولاً : إنه من الممكن الوقاية أو تأخير ظهور هذا الداء المنتشر بقوة والذي له مضاعفات خطيرة على الصحة .
ثانياً : التدخل المبكر هو ذو أهمية قصوى .
ثالثاً : تبديل نمط الحياة هو من التدخلات الأكثر فعالية ، وليس بالضرورة أن تكون تبدلات جذرية . يكفي خسارة عشرة باوندات ومزاولة التمارين لمدة 150 دقيقة في الأسبوع .
رابعاً : من شأن عقار ال Glucophage أن يقي أو يؤخر الإصابة بداء السكري عند الفئة العمرية الشبابية التي تعاني من السمنة والسكري في آن واحد ، ولكنه لا يتمتع بالفعالية نفسها التي يحرزها تبديل بعض أنماط الحياة اليومية .
س- ما هي الخطوات المستقبلية التي قد تفرضها هذه الدراسة ؟
ج- أهم خطوة قد تؤدي إليها هذه الدراسة هي توجه الحكومة إلى الإنفاق على هذا القطاع في ما يتم التأكد من أنه أفضل طريقة للوقاية من النوع الثاني من السكري ، أي في مجال الحمية والرياضة . فقد تبين أن التبدلات السلوكية هي أقوى من عقار ال Glucophage ، خصوصاً وأنه ليس المطلوب الإفراط في التمارين ، كما أن معدل خسارة الوزن هو مقبول وواقعي . وتطابق نتائج دراسة البرنامج الوطني دراسة فنلندية للوقاية من السكري . وما يجب معرفته وإدراكه والعمل وفقه بطريقة إيجابية هو جعل الناس يتبنون هذه التبدلات ، والحمية التي ليست أمراً سهلاً كما يظن البعض . في جميع الأحوال ، تظهر هذه الدراسة كم أن جيناتنا مستعدة للتأقلم مع محيطها ، كما أن اتباع عوامل بيئية سليمة ، سواء لجهة نظام الطعام أو الرياضة سيؤدي إلى تقليص الكلفة التي ندفعها من صحتنا وهي السكري .
س- هل هذه الدراسة موجهة للأطباء أم للمرضى ؟
ج- إن الرسالة موجهة للأطباء والمرضى معاً ، ومضمونها الأساسي زيادة التوعية من مخاطر هذا المرض لكي يُشخص في مرحلة مبكرة . المطلوب هو أن يعي المريض مدى استعداده للتعرض للسكري ( السجل العائلي وعدد الأنسباء المصابين ، السمنة ، العرق ) ، المطلوب في المقابل من الطبيب أن يحقق بتمعن في عوامل الخطر وأن يُخضع الأشخاص الذين يشتبه في احتمال تعرضهم للداء إلى فحوصات دقيقة في محاولة لتجنب السكري قبل أن يبدأ .
س- هل ترجمة هذه النتائج ستؤدي إلى عزوف الأطباء عن اعتماد عقار ال Glucophage ؟
ج- أثبتت هذه الدراسة المفعول الحاسم لتخفيف الوزن بالتمارين المنتظمة في الوقاية وتأخير مرض السكري من النوع الثاني عند الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذا الداء . إن تخفيض هذه الإصابة بنسبة 58 في المئة بواسطة الحمية والرياضة فقط هي نسبة كبيرة جداً ، ولها مفاعيل واضحة جداً على الصحة العامة إذا تم إقناع الأفراد بإدخال هذين العاملين إلى حياتهم .
أما الوقاية من السكري الثاني بواسطة عقار ال Glucophage فقد كانت نسبتها أدنى ، لكنها ذات أهمية أيضاً بما أنها بلغت نسبة 31 في المئة . وقد كانت أعلى ، بنسبة 53 في المئة ، عند الأشخاص الذين يعانون من سمنة مفرطة ، أي هؤلاء الذين يزيد عندهم مؤشر الوزن عن 35 . كذلك كان هذا العقار أكثر فائدة وتأثيراً عند الأشخاص الذين يعانون من الغلوكوز ذي القيمة العالية السرعة ، أكثر مما كان عليه عند الأشخاص ذوي الغلوكوز المتدني السرعة .
س – هل ستؤدي هذه النتائج إلى تبدل في السلوك السريري ؟
ج- إن العديد من الأطباء قد بدأوا يستخدمون عقار ال Glucophage كعلاج واق من السكري ، وكعلاج للعديد من المرضى الذين لديهم مقاومة واضحة ضد الأنسولين . وتبين أن هذا العقار آمن نسبياً ومستخدم منذ أمد بعيد عند النساء اللواتي يعانين من تكيس في المبيض . واللجوء إلى هذا العقار سيتوقف في جزء منه على الخيارات التي ستنتجها هذه الدراسات والتوصيات المقبلة من قبل الجمعية الأميركية لأطباء السكري .
س – لماذا يشهد العالم ارتفاعاً في عدد الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني ؟ ج- هذا النوع من السكري يزداد بنسب شبه وبائية في الولايات المتحدة الأميركية . إن جينات الإنسان لم تتغير ، لذا لا بد أن تكون بيئة الإنسان ، أي العوامل الخارجية ، هي التي تبدلت وأدت إلى هذا الإرتفاع . ومن هنا العوامل السمنة والحياة العصرية الراكدة البعيدة كل البعد عن الحركة . فهناك 12 مليون شخص تنطبق عليهم معايير برنامج الوقاية من السكري ، وعدد مماثل من الذين يشكلون فئة أقل .
عرضة نوعاً ما لهذا الداء وما يقلقنا هو ارتفاع معدل السمنة عند الأطفال ، تشخيص حالات إصابة بالسكري النوع الثاني التي كانت نادرة جداً لديهم .
لقد أظهر البرنامج أن انخفاضاً متواضعاً نسبياً في الوزن ( من 5 إلى 7 في المئة ، أي ما يوازي 10 – 14 باونداً لدى شخص يزن 200 باوند ) يترافق مع ارتفاع في النشاط الجسدي يوازي نصف ساعة من المشي يومياً لمدة خمسة أيام في الأسبوع ، لهما فوائد لا تقدر بما أن هذين العاملين خفضا الإصابة بالسكري بنسبة 58 في المئة .
وسيكون لذلك تأثيراً عميق على الصحة العامة وسيترتب على الأطباء اتخاذ تدابير جديدة وأسئلة يجب الرد عليها مثل ، كيف ستعمد الحكومة إلى إجراء مزيد من الفحوصات للتعرف إلى الأشخاص المعرضين لهذا الخطر ؟ من سيغطي تكاليف هذه الفحوصات وتكاليف الحمية وبرامج الرياضة المطلوبة لتخفيف هذا الخطر ؟ إلى متى ستدوم فائدة هذه الإجراءات في حال عاد هؤلاء الأشخاص لاكتسا الوزن أو تخلوا عن مزاولة النشاط الجسدي ؟ هل يجدر بالأطباء وصف عقار ال Glucophage للأشخاص الذين لم تظهر لديهم بعد أعراض داء السكري ، ومن سيدفع ثمنه ؟
س- ما المطلوب القيام به لوقاية أفضل ؟
ج- المطلوب زيادة التوعية العامة لكي يتعرف الأشخاص الأكثر عرضة لهذا المرض أنهم كذلك ، تطوير برنامج شامل لفحوصات وتحاليل لتشخيص الإستعداد والتعرف على الأشخاص الأكثر عرضة له ، وإعداد دورات تأهيلية للممرضات وللذين يتولون شؤون العناية حول الوقاية من السكري ، تشجيع الأشخاص الأكثر عرضة لهذا الداء على استشارة الطبيب والحصول على معاينات مبكرة في شأن التغذية والبرامج الرياضية ، لأنه سيكون من الأسهل بكثير تبديل العادات الغذائية والحياتية شيئاً فشيئاً وليس بين ليلة وضحاها كما اعتاد الأطباء أن يطلبوا من المريض . وأخيراً دراسة احتمالات اللجوء إلى استخدام بعض الأدوية مثل ال Glucophage في مرحلة أبكر بكثير مما كنا نعتمدها ، لأن ذلك أفضل من محاربة هذا المرض بعد تطوره .
س – ما هي التغييرات المطلوب حصولها قبل أن يتمكن عدد أكبر من الأشخاص تجنب الإصابة بمرض السكري ؟
ج- يكمن التحدي في ترجمة ما يعرفه تقريباً كل الأطباء وكل الناس حول إمكانية الاستمرار في اتباع السلوك الصحي السليم ، وما يتطلبه ذلك من تغيير في موقف المجتمعات من أنماط حياتها وفي البيئة التي تختارها ( مثلاً كيف نُعلم الطفل أن ينظر إلى الطعام ، ماذا ثقدم لنا المطاعم من مآكل ومشروبات ، ونقاط بيع المشوربات الغازية داخل المدارس ، وكيف يؤثر جدول عملنا ووسائل نقلنا إلى العمل على عاداتنا ) ، كلها أمور يجب مراجعة النظر فيها ، بالإضافة طبعاً إلى إعادة النظر في كيفية مزاولة الطبيب لعمله .