أولاً :
ثانيــاً :
متن الحديث
من كتاب:
رياض الصالحين للشيخ العثيمين / النسخة الإلكترونية
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :
(( لو أن لابن آدم ملء واد مالاً : لأحب أن له إليه مثله ولا يملا عين ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب)) .
(98)(متفق عليه)
ثالثاً :
شرح الشيخ محمد صالح بن عثيمين – رحمه الله للحديث
هذا الحديث في بيان التوبة ، وأن من تاب تاب الله عليه مهما عظم ذنبه ؛ لأن
الله تعالي قال في كتابه: (( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ
النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً *
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ
وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً
رَحِيماً )) (الفرقان:68/70).
فالحديث عن عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما -ومعناه : أن ابن آدم
لن يشبع من المال ، ولو كان له واد واحد (( لا بتغي )) أي طلب أن
يكون له واديان ، ولا يملأ جوفه إلا التراب ؛ وذلك إذا مات ودُفِن وتَرك
الدنيا وما فيها ؛ حينئذ يقتنع ؛ لأنها فاتتة ، ولكن مع ذلك حث الرسول
صلى الله عليه وسلم على التوبة ؛ لأن الغالب أن الذي يكون عنده طمع في
المال ؛ أنه لا يحترز من الأشياء المحرمة من الكسب المحرم .
ولكن دواء ذلك بالتوبة إلى الله ولهذا قال : (( ويتوب الله علي من تاب ))
فمن تاب من سيئاته - ولو كانت هذه السيئات مما يتعلق بالمال - فإن الله يتوب عليه .