الصيف... فصل الاستجمام، الرحلات والمخيمات، إذ ينتظره كثيرون ليقضوا أوقاتاً ممتعة برفقة أحبائهم وأقربائهم، فيحزمون أمتعتهم مستعدين للتمتع بالإجازة السنوية ومعظمهم يقضون إجازتهم على شواطئ البحار للتمتع بالسباحة والاسترخاء تحت أشعة الشمس وآخرون يقضونها بالتسوق ونجد من يستمتع بصعود المناطق الجبلية المرتفعة. هذا وكي يشعر من يحب فصل الصيف بميزته فبالطبع سيتعرّض للشمس وأشعتها، وان أحببنا الصيف أم لم نحببه فحرارته تلاحق أجسامنا، معرضةً إياها لجرعات كبيرة من الأشعة والخطر، مخترقةً الأعين تاركةً عواقب سلبية معظمنا لا يدركها، تؤذي الجلد بأنواعه المختلفة، ولا بد من وجود طرق تقينا من هذا الضرر وتحمي أجسامنا من أشعة الشمس.
وحرصاً منا في موقع فرفش على الحفاظ على صحة أبناءنا في المخيمات، شبابنا وجميع المتعرّضين للشمس خاصّةً أن أشهر الصيف مليئة بقضاء الوقت خارج البيوت، توجّهنا إلى الطبيب "فؤاد أبو ريا" من سخنين، طبيب الجلد الذي يعمل في عدة عيادات وكانت لنا معه هذه المقابلة .
ما هي الإشعاعات الضارة التي تطلقها الشمس؟
تطلق الشمس عدّة أنواع من الأشعّة، إلا أن ما يهمنا من ناحية طبية هما فوق البنفسجية "أ" و "ب". "الأشعّة فوق البنفسجية أ" يتراوح طول موجتها من 320 الى 400 نانومتر، وهي المسؤولة عن الشيخوخة المبكرة وظهور التجاعيد بعد سنين من التعرّض اليها. أما "الأشعّة فوق البنفسجيّة ب" فيتراوح طول موجتها من 290 الى 320 نانومتر. وهي العامل الأساسي لتكوّن أو ظهور سرطان الجلد الذي كلّنا نخاف منه. إضافة إلى هذين النوعين من الأشعة يوجد الأشعّة C، والأشعة فوق الحمراء وتحت الحمراء، إلا أن ما يهمنا من ناحية طبية هما فوق البنفسجية "أ" و "ب".
ما هي المضاعفات/ الأمراض الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس؟
بسبب التعرّض لأشعّة الشمس المتراكم خلال أشهر أو سنين تنتج لدينا أضرار مبكرة وأخرى متأخرة. فالحروق الشمسية بدرجاتها المختلفة هي من الأضرار المبكّرة، أما الأضرار المتأخّرة نراها كظهور شامات معينة في جسم الإنسان، ظهور التجاعيد وخلل في الألياف.
كيف يمكن التغلّب على الأضرار المبكّرة؟
أنصح بشكل جدي عدم التعرّض للشمس بقدر الامكان، وفي حالة الضرورة فهنالك عدّة وسائل وقاية ومنها الكريمات الواقية من الشمس بجميع أنواعها، وللتذكير فان هذه الكريمات لا تعطي وقاية 100%.
ما هي الطرق التي يمكن إتباعها للوقاية من أضرار أشعة الشمس؟
أنصح دائماُ بالتزوّد بقبعة عند التعرض للشمس، لباس طويل عند النزول إلى برك السباحة، التواجد في الظل قدر الإمكان، استخدام النظارات الشمسية، يجب التشديد أنه ننصح التوجه إلى السباحة قبل الساعة العاشرة صباحاً أو بعد الرابعة ظهراً.
هل لك أن تتعمق في موضوع النظارات الشمسية؟
المتضررين بشكل خاص هم الأطفال الصغار حتى جيل العاشرة
أنا كطبيب جلد ما يهمّني بالنظارات الشمسية ليس نوعها فقط وإنما أن تكون كذلك نظارات عاكسة لأشعّة الشمس.
أي الأجيال أكثر عرضةً لخطر التعرض إلى الشمس؟
المتضررين بشكل خاص هم الأطفال الصغار حتى جيل العاشرة والشيوخ، لأن طبقة الجلد عندهم لا تحتوي على الحماية الكافية فجلدهم رقيق جدا وحسّاس، كذلك فان أصحاب المهن الذين بحكم مهنتهم متواجدين تحت الشمس، كالصيادين، منقذي السباحة والفلاحين، وهؤلاء معرّضون بشكل عام أكثر من غيرهم للإصابة بأضرار الشمس.
ثمة دراسة جديدة نشرناها في موقع فرفش تشير إلى أن تفادي أشعة الشمس كلياً وحجبها نهائياً عن البشرة، يمكن أن يضرا بصحتنا، هل هذا صحيح؟
بالطبع فحتى الآن تحدثنا عن أضرار الشمس، لكن لها أيضاً حسنات. الشمس ضرورية لتكوّن فيتامين D، لذلك يجب التعرّض للقليل من أشعتها، كما أن الشمس هي مصدر النور والدفء لجسم الإنسان، فمن دون الشمس تكون حياتنا كالحياة على القمر فقط ثلج وغبار ولا شيء آخر.
قلتَ أن التعرض للشمس يؤدي إلى الإصابة بسرطان الجلد وظهور التجاعيد على الوجه، فما هي طرق علاج السرطانات الجلدية؟
نقسّم السرطانات الجلدية إلى أنواع، والعلاج يكون بحسب نوع الخلايا التي تكون منها، يوجد سرطانات نحن نقوم بإزالتها عن طريق العمليات الجراحية أو عن طريق أشعّة معينة لهذه السرطانات. في حالات صعبة عندما يكون السرطان متفشي في أكثر من موقع في الجسم نقوم بعلاجات كيماوية وأشعّة هيديولوجية أيضاً.
ما هو احتمال نجاح هذه العمليات الجراحية؟
يجب التنبيه هنا أن المهم في سرطان الجلد هو الكشف المبكّر لأن عمليّة استئصال الورم السرطاني يمكن أن تنقذ حياة الإنسان إن لم يكن الورم قد انتشر وتفشى في الجسم.
كيف يعلم المريض بأنه مصاب بسرطان الجلد
الحروق الشمسية بحد ذاتها عبارة عن أضرار مبكّرة
يجب تتبّع كل شامة في الجسم، إذا تغيّر كبرها، شكلها، لونها، أو إذا شعر المريض أن الشامة تنتج إفرازات دموية أو تصيبه بالحكة فيجب التوجّه إلى الطبيب المختصّ ليفحص هذه الشامة، و الطبيب يقرر إذا هناك حاجة في أن يستأصلها أو يراقبها.
هل من أمراض أخرى يمكن للجلد أن يُصاب به؟
الحروق الشمسية بحد ذاتها عبارة عن أضرار مبكّرة، إلا أن تكوّنها أكثر من مرة يؤدي إلى السرطان.
أي أنواع جلد هي الأكثر استعداداً للإصابة بالأمراض الجلدية؟
الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة والعيون الزرقاء، ولكن من ناحية نظرية يمكن أن يصاب كل إنسان بأضرار الشمس.
هنالك الكثير من الأشخاص وأكثرهم من الفتيات يغيرن لون بشرتهم عن طريق تسفع الجلد (اسمرار لون الجلد بالشمس)، فما رأيك بهذه العادة؟
تسفّع الجلد له أضراره كأضرار الشمس فأنصح بعدم التوجّه إلى المعاهد المختصة بهذا الشأن.
في حالة نظرنا إلى الفوائد النابعة من كل فصل من فصول السنة فأي الفصول تحمل الفائدة الأكبر للجسم والجلد؟ وأيها تعود عليهما بالضرر الأكبر؟؟
لكل فصل يوجد حسنات وسيئات، الفصول التي تكون بها الشمس بارزة هي الفصول المضرة للجلد.
ما هي النصيحة الأخيرة التي تقدمها إلى قراء فرفش؟
أنصح قرّاء فرفش باتخاذ الوقاية الكاملة، عدم التعرّض للشمس قدر الإمكان، التوجه إلى برك السباحة قبل العاشرة صباحا وبعد الرابعة ظهراً واتخاذ طرق الوقاية المذكورة أعلاه.
ونحن في موقع فرفش نتمنّى لكم جميعاً الصحّة، العافية والسعادة.