3- الغيرة الشديدة:
الغيرة إذا تجاوزت الحدود تهدد العلاقة الزوجية بشدة، وقد تصل بالزوجين إلى منحدرات سيئة العواقب كالعنف، وتكذيب أحدهما للآخر باستمرار، والشك، وذلك يعتبر أقوى مطب مهلك للعلاقة بينهما.
4- نصائح الأخريات:
استماع الزوجة إلى جميع النصائح التي توجهها لها الصديقات والزميلات، على اختلاف وتفاوت ثقافاتهن وصدقهن في النصيحة، يؤدي بها إلى التشوش والتخبط في الأفكار، فكل زوج له طباع وأفكار تختلف عن زوج الصديقة أو الزميلة، لذلك حاولي أن تتفهمي زوجك بنفسك، فالعلاقة بينكما خاصة ولا تشبهها أي علاقة بين اثنين آخرين، فاهتمي بحفظ أسرارك وخصوصياتك، ولا تطلبي المشورة إلا من أهل التخصص والثقة.
5- عدم التقدير:
قد يكون لزوجك طموحات وأحلام تحتاج إلى المساندة والمساعدة، ولكن عدم تفهمك لهذه الطموحات قد يترجمها الزوج بأنك لا تقدرينه كما يجب، ويعتبر عدم مشاركتك له، ولو بعبارات التشجيع، نوعًا من الإحباط، ويُعد ذلك من أكبر الأخطاء التي تقع فيها الزوجات، وقد تدمر حياتهن الزوجية ثم يتساءلن بعد ذلك عن السبب!
6- التسلط والديكتاتورية:
تعتقد بعض النساء أن امتلاكها للقرارات في الحياة الزوجية سيحقق لها الأمان وراحة البال، ولكنها إذا تفهمت رأي زوجها واحترمته فإن ذلك سيعود عليها بالنجاح الأكبر كزوجة وربة منزل، فالحياة الزوجية مشاركة بين طرفين متساويين في الواجبات والحقوق.
7- الشكوى المستمرة:
إذا استشعر الزوج أن زوجته دائمة الشكوى، وتكثر الحديث عن المشكلات التي لا تجد لها حلاًّ، فقد يمل من التحدث معها، وربما يلجأ إلى "الصمت الزوجي" طلبًا للسلامة وراحة البال، فالزوج يشعر بالرضا عن اختياره لزوجته حينما يلمس فيها التعقل والذكاء والقدرة على اتخاذ قرارات حكيمة في مواجهة المشاكل المنزلية البسيطة، ويثق في أن لديه من يعاونه ويؤازره في الحياة لا من يضيف إلى أعبائه حملاً جديدًا.
هل تتأثر الزوجة بشخصية زوجها؟
تؤكد الدراسات أن هناك علاقة وثيقة بين المهنة ومن يمارسها، وأن هذه العلاقة لا تؤثر على صاحب المهنة فقط وإنما تؤثر بالتبعية على زوجته نتيجة لما يعرف "بالالتصاق"، فنجد أن الشخص الملتزم في حياته، المنضبط في مواعيده، الذي يحرص على الدقة الشديدة في أداء عمله من الصعب عليه أن يتقبل أو يفهم ميل زوجته إلى الفوضى وعدم النظام داخل المنـزل، وعندما ينشأ الخلاف بينهما على هذا التفاوت في الطباع تجد الزوجة رغبة منها في التفاهم وانطلاقًا من الحب المتبادل بينهما تتجه إلى اكتساب عادات جديدة من النظام والالتزام في أداء الأعمال المنـزلية وتصبح مع الوقت مثالاً للدقة في كل شيء. ومن المؤكد أن هناك تأثيراً متبادلاً بين الزوجين، فكما أن الزوجات يكتسبن بعض السلوكيات والقيم من أزواجهن فمما لاشك فيه أن الأزواج يكتسبون بعضًا من السلوكيات والقيم من زوجاتهم.
فلسفة الأسرة السعيدة
عن السعادة الزوجية في ظل القواعد التي وضعها الإسلام لبناء الأسرة أكد الدكتور أبو اليزيد العجمي-أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة- أننا لا نقصد بالأسرة السعيدة أسرة بدون مشكلات؛ لأنها في الحقيقة أسرة ليس لها وجود، فالزوجان ليسا ملكين، وإنما بشران لهما نوازع تتلاقى أحيانًا، وتتضارب أحيانًا أخرى، والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، ولكننا نقصد بالأسرة السعيدة الأسرة التي تملك فلسفة لحل المشكلات، وتتم هذه الفلسفة بعدة أشياء:
1- تحديد المرجعية:
فعندما يعلن الزوجان عند بدء حياتهما أن رسالتهما في الحياة تتفق ومنهج الله، فلابد أن تكون مرجعيتهما عند حل المشكلات متفقة وشرع الله، وذلك يحمينا من الوقوع في أغلاط المفاهيم، فنخلط التقاليد بالإسلام ونجعل من الإسلام اجتهادًا، فيفهم الرجل أن الرجولة "قهر"، وتفهم المرأة أن الأنوثة "لعب على عقل الرجل ومكر به"، وبذا نفقد روح التناصح، فلا نجد امرأة كالمرأة العربية القديمة التي كانت تنصح ابنتها: كوني له أمة يكن لك عبدًا.
2- تحديد الهدف في الحياة الزوجية:
فتحديد الهدف يجعلنا نعلو فوق المشكلات، مما يخفف من أثرها، فنحافظ على سعادة الأسرة؛ لأن الكل يعمل لأجل تحقيق هدف متفق عليه سلفًا، ويفكر في وسائل تحقيقه، ومن الممكن أن نختلف- والخلاف في الإسلام أمر واقع- ولكن ينبغي أن يكون شعارنا: رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.
3-السعادة في الواقعية:
بمعنى قبول الخطأ، فكل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، فعندما يطلب الرجل من زوجته تضحية، إذا بها تراها أحيانًا إجحافًا، ولكن بدلاً من أن يكون المحك هو العقاب واللوم الشديد، ينبغي أن يصبح التسامح والتغافر هما عنوان الأسرة.
ونجحت فـي اختـراق الصمت
دائماً صامت واجم يقرأ صحيفته، أو يشاهد التلفاز، أو يهاتف صديقًا له..لا يشعر بوجودي، وإذا تكلم معي فكلامه جمل قصيرة أو أسئلة مقتضبة..نظرتُ إلى نفسي فإذا بالشعر الأبيض قد بدأ يتسلل إلى مفرقي، لقد مر كل شيء بسرعة..إنه لم يعد ذلك الشاب الذي يكافح ليبني نفسه، ولكنه على الرغم من ذلك يتمتع بكامل شبابه وحيويته، ناهيك بالمكانة الاجتماعية المرموقة التي تبوأها.
عدت بخيالي إلى تلك السنين التي ابتعدت خلالها عنه، وتكوَّن بيني وبينه حاجز أخذت تزيده الأيام صلابة وعلوًّا.
تصورتُ -لفرط جهلي- أنني بصبري على ظروفه المادية الصعبة في بداية حياتنا الزوجية، وتفانيّ في تربية أبنائه، سأقدم له برهانًا وزادًا يُبقي نهر الحب بيننا دفَّاقًا، وأزهار المودة يانعة، وجسور العاطفة قائمة..وغاب عن ذهني أن أزهار الحب بين الزوجين تتغذى بالعاطفة، وتتفتح بالكلام الرقيق، وتثمر بالمشاركة الوجدانية.
تذكرت العبارات السلبية التي طالما رددتها عليه عندما كان يشكو إليَّ همومه، أو يأخذ رأيي في شيء يخص عمله، أو يدعوني لقضاء بعض الوقت معه، كنت أرد: "أنا متعبة"، "أنت لا تعرف كم أعاني في تربية الأولاد"، "نحن كبرنا على هذا الكلام"! بهذه العبارات فقدتُ مشاعر زوجي بعد أن بنيت جداراً من اللامبالاة والجفاء.
قررت تحطيم ذلك الجدار بيديّ هاتين، كما سبق أن بنيته بإهمالي، وعدم مشاركتي لزوجي همومه ونجاحاته، أو أفكاره وطموحاته وتطلعاته، وعزمت جادة على تحطيم ذلك الجدار، وجعلت تغييري لنفسي نقطة البداية، وتذكرت الآية الكريمة: } إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ...{ [الرعد:11].
لاحظ زوجي التغيير في منزلي وطريقة ترتيبه، وطعامي والأصناف التي أعدها له، ولاحظ أيضًا اهتمامي بهندامي وتجملي وتزيني له، وأجزم أيضًا أنه لاحظ الكلمات الحانية التي أقولها له، وتلك العطور التي تفوح من كل ركن من أركان المنزل..لاحظ ذلك كله، لكنه بقي على صمته وعدم مبالاته، وأضاف إليها نظرات ساخرة وكأنه يقول: لقد كبرت على هذه الأشياء، أو يقول: الآن بعد كل تلك السنين !.
أدركت في قرارة نفسي أنه لن يعود كل شيء كسابق عهده، وتعود الليالي الخوالي بهذه السرعة التي تمنيتها، ولكن لابد أن أتحمّل كل تلك النظرات الساخرة أحيانًا، والمتعجبة أحيانًا أخرى، وعرفت أن قلب زوجي مليء بمشاعر سلبية لا بد أن تخرج، وهي الآن تخرج بهذه العبارات الساخرة والنظرات المستفزة.
وعلى هذا الأساس عزمت على مواصلة المشوار حتى النهاية بالصبر والمثابرة، والوقوف بجانب زوجي، والسؤال عن أحواله في العمل، وتعبيري له عن مدى اشتياقي لرجوعه إلى المنزل، وإصراري على التحاور معه في كل ما يخصه ويخص حياتنا، وتأكيدي له أنه أهم وأكبر شيء في حياتي- بعد مرضاة الله - وأنه كان وما زال على رأس أولوياتي واهتماماتي.
وأخيرًا تكلم.. ولكن بكلمات ملؤها العتاب واللوم على كل تلك السنين السابقة، وتغلبت على كل ذلك بمشاعر الحب والود والاعتراف بالتقصير .. وهكذا بدأت وزوجي صفحة جديدة من التواصل الفعال بعد أن نجحت في اختراق جدار الصمت الذي بنيته بيدي!
يـتـبـ ع ...
__________________