[b]في أول الشباب قالوا لي ان الزواج يغتال الاحلام. فعشش الخوف في قلبي وترددت في قبول الزواج لأنني خفت علي احلامي. فقد كنت فتاة تعيش لتحلم وتحلم لتعيش . كنت احلم بأن احب رجلا وان يبادلني الحب . كنت احلم بأن يكون هذا الرجل من صنف الرجال الذي لا يصادر الاحلام ولا يسعي لامتلاك الافكار بوضع اليد. تصورته اذكي من ان يعتبر وثيقة الزواج صكا لاستعمار حياتي. كنت اراه بعيني خيالي يقرأ بشغف ويشاهد التليفزيون بحماس ويرافقني الي السوق فانظر ليه وادرك انه مثل مئات غيره ولكن ما يميزه هو انه الرجل الذي يعيش معي تحت سقف واحد ويبتسم نحوي كل صباح. تصورته واسع الصدر لا يغضب بسرعة. طيب القلب لا يذكر غيره بسوء , مرح وصاحب نكته’ رقيق الاحساس. اذا مرضت يداويني واذا غضبت يراضيني واذا تجملت نظر الي فاشعر بأنني اجمل الجميلات. لم احلم به ثريا حتي لا ينشغل بالثروة عني. وكنت عازمة ان وجدته ان اشعره مع طلة كل يوم بأنه الزوج الذي احب والذي اعتبر حبه اثمن ما جادت به الدنيا
أنتظرت طويلا ثم نبذت خوفي وتزوجت..ولم يخيب الزواج أملي.
احلام البنات مازالت قائمة وممكنة وضرورية لانها تنبت في حقل التفاؤل وحب الحياة. ولكن ماهي احلام الشبان؟ البنات لم تتغير كثيرا ولكن تغير الشبان,
شباب اليوم لا يريد فتاة عادية ولكنه يحلم بفتاة من انتاج الفوتوشوب . يجب ان تشاغله بطريقة نانسي عجرم وتفتنه بطريقة هوليود.اذا اكملت تعليمها اعتبر اهتمامها بالتعليم نشوزا. واذا اكتفت من التعليم بقليله نعتها بالسطحية والغباء وبحث عن أخري تقرأ الشعر وتهتم بالسياسة. في وجدانه الزوجة هي ام العيال يأمرها بطريقة هولاكو وينهاها بااسلوب جنكيزخان. وان شكت او تمردت تزوج بأخري.
هذا هو الحال الذي ادي الي مشكلة المشاكل وهي الا يتزوج غير المتزوجين ويطلق من اختار الزواج ثم خيبت مواصفات القرين توقعاته.
نصف الزيجات تنتهي بالطلاق واعداد البنات التي لم تتزوج تزيد وتزيد وتزيد.
فهل نسي الشباب ان الزوجية هي الحالة المثلي للوجود و الاستثمار الاكبر في بنك الحياة؟
تعلمنا في المدرسة ان كل فعل له رد فعل مساو. وحين تحولت الخطبة والزواج الي بوليصة تأمين علي مستقبل الزوجة هاجر طائر الحب بحثا عن الدفء في اماكن اخري. المغالاة في طلب المهور تساوي في نظر الاهل قطع خط الرجعة علي زوج يمكن ان تغريه كثرة المال بزواج آخر. وفي بعض الاحيان يتصور الاب ان مهر ابنته هو حق له لأنه رباها وعلمها ومن حقه ان يتقاضي علي ذلك اجرا.
في الدول الفقيرة يتعرض طالب الزواج الي ضغوط نفسية ومعنوية لا يعرف مداها الا الله. وتمر فترة الخطبة في توتر متصل بحيث تتراجع الاحلام ويخبو ضوء العيون وتحل محله نظرة جوفاء تبحث في الفضاء عن معني للوجود.
اصبح العريس الجاهز معقدآمال البنات . غير ان ظهور العريس الجاهز تصبحه شروط ليس اقلها ان يكون الزواج سريا لأن طالب القرب له زوجة اخري واولاد. او يكون الجاهز قد تسلق سلم الجهوزية حتي تتابعت انفاسه بحكم السن.
المجال هنا لا يتسع لبحث المشكلة من جميع زواياها . تكفي الاشارة الي المشكلة لكي نفكر في الحلول الصحيحة.
أكاد اجزم بأن مشكلة العنوسة لن تختفي من حياتنا حتي نعيد النظر في منظومة القيم التي تخلينا عنها.
والي ان نسترد ما فقدنا أتمني لكل بنت زواجا تستحقه فتعود الابتسامة لوجوه البنات والقناعة بأن الزوجة الصالحة كنز لعقول الابناء.
فوزية سلامة [center]