الخيمه العربيه قفين
الخيمه العربيه قفين
الخيمه العربيه قفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الخيمه العربيه قفين

المنتدى الثقافي الترفيهي الشامل
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
مواضيع مماثلة
مايو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
   1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031 
اليوميةاليومية

 

 الشعر الجاهلي أبرز الشعراء وأشعارهم وأغراض الشعر الجاهلي ! ديوان الاُدباء العرب

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مرح




عدد المساهمات : 803
نقاط : 2252
تاريخ التسجيل : 07/07/2009
العمر : 58
الموقع : فلسطين

الشعر الجاهلي أبرز الشعراء وأشعارهم وأغراض الشعر الجاهلي ! ديوان الاُدباء العرب Empty
مُساهمةموضوع: الشعر الجاهلي أبرز الشعراء وأشعارهم وأغراض الشعر الجاهلي ! ديوان الاُدباء العرب   الشعر الجاهلي أبرز الشعراء وأشعارهم وأغراض الشعر الجاهلي ! ديوان الاُدباء العرب Emptyالسبت نوفمبر 28, 2009 4:19 am

أغراض الشعر الجاهلي :

-لقد نظم الشاعر الجاهلي الشعر في شتى موضوعات الحياة ومن أهم أغراض الشعر الجاهلي :

أ-الفخر والحماسة :-الحماسة لغة تعني : القوة والشدة والشجاعة .ويأتي هذا الفن في مقدمة أغراض الشعر الجاهلي،حيث يعتبر من أصدق الإشعار عاطفة .

ويتسائل
البعض عن أشجع العرب فيخطر له شجعان العرب وهم كثر كعنترة وغيره ممن ضربت
الأمثال بشجاعتهم ، ولكن عندما يتسائل الشخص عن أشجع العرب في شعره فهنا
يكون الإلتباس بمن يكون أشجع العرب في شعره ..... ولكم هذه القصة من خلال
الخليفة الأموي الأديب عبدالملك بن مروان في أحد أيام خلافته ....

فقد
كان جالساً عبدالملك بن مروان مع مجموعة من ندمائه المهتمين بالشعر فقال
لهم: أي العرب أشجع في شعره؟ ..... فقال أحدهم: هذا سؤال معلوم إجابته وهو
عمرو بن معدي كرب ......... فقال عبدالملك: أو ليس هو القائل:
ولما رأيت الخيل زوراً كأنها *** جداول زرع أرسلت فاسطبرّت
وجاشت إليّ النفس أول مرّة *** وَرُدّت على مكروهِها فاستقرّت
ظللت كأني للرماح دريئةٌ *** أقاتل عن أبناء جرمٍ وفرّتزوراً: قادمة مائلة عليّ ومفردها أزور ----- اسطبرّت: أسرعت
جاشت: ارتفعت وهي عادة للنفس فجاشت النفس أي ارتفعت حد الغثيان
دريئة:
هي حلقة يتعلّم الرامي الطعن والرمي عليها قديماً وهي إشارة إلى هربه من
الفرسان وأصبح كالدريئة لهم ----- أبناء جرم: قبيلة بنو جارم

فقال آخر: إذن عنترة (2) يا أمير المؤمنين ...... قال: ولكن عنترة قال:
إذ يتقون بي الأسنة لم أخِم *** عنها ولكني تضايق مقدمي

الأسنة: جمع لرؤوس الرماح ----- لم أخم: لم أفزع ----- تضايق مقدمي: أي تزعزع وضعف هجومي على الأعداء

فقال آخر: عامر بن الطفيل (3) ، قال: أليس هو القائل:
أقول لنفسٍ لا يُجاد بمثلها *** أقلّي مِزاحاً إنني غير مقصر ِ

لا يجاد: لا يُفدى ----- غير مقصر: الكف عن القتال بسبب الضعف و العجز ، مقصر هو الكف عن الشيء مع القدرة عليه

فلما سمعوا الحضور ذلك سكتوا ........ فقال عبدالملك: أشجع هؤلاء عمرو بن الإطنابة (4) حيث يقول:
وقولي كلما جشأت وجاشت *** مكانكِ تحمدي أو تستريحي

جشأت وجاشت: للنفس وهي ارتفاعها وجشأت أي ارتفاع النفس بسبب الخوف
تحمدي أو تستريحي: أي أن يُمدح بسبب شجاعته وصبره أو تستريحي من الدنيا وهمومها (( بالموت ))

فقالوا: صدقت ، فقال عبدالملك : و قيس بن الخطيم (5) بقوله:
وإني لدى الحرب العوان موكّلٌ *** بإقدام نفسٍ كم أريد بقاءها

الحرب العوان: أشد الحروب فتكاُ ----- بإقدام: بتقديم نفس ليس لدي أغلى منها

فقالوا: ومن أيضاً ، فقال عبدالملك: ورجل من مزينة (6) بقوله:

ردوا: أقبلوا إلى الميدان

فقالوا: ومن أيضاً ؟؟..... فقال: العباس بن مرداس (7) وهو آخرهم لدي بقوله:
أكرّ على الكتيبة لا أبالي *** أحتفي كان فيها أم سواها


هذه
هي قصة عبدالملك بن مروان و شجعان العرب في الشعر ...... ولا يلزم أن يكون
أشجع العرب في شعره هو أشجعهم حقيقة ...... فعمرو بن الإطنابة مثلاً سبق
أن جزّ ناصيته الحارث بن ظالم وقد أشرنا إلى الحارث بن ظالم عندما جمعنا
أبيات جرير في هجاء الفرزدق:
بسيف أبي رغوان سيف مجاشع ٍ *** ضربت ولم تضرب بسيف (( ابن ظالم ))
وبيت عمرو ابن الإطنابة هو من جملة أبيات له في الفخر والحماسة منها:
أبت لي عفّتي وأبى إبائي *** وأخذي الحمدَ بالثمن الرّبيح ِ
وإقدامي على المكروه نفسي *** وضربي هامةَ البطل الشحيح ِ
وقولي كلما جشأت وجاشت *** مكانكِ تحمدي أو تستريحي
لأدفعَ عن مآثر صالحاتٍ *** وأحمي بعدُ عن عرضٍ صحيح ِ
بذي شطبٍ كلون الملح صافٍ *** ونفسٍ لا تقرٌّ على القبيح ِ

الشحيح: الجاد في الأمر
شطب: الحسن الخلق

وروي
عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أنه قال: هممت بالهزيمة يوم صفّين ،
فما ثنتني غير أبيات ذكرتهن لعمرو بن الإطنابة - يعني الأبيات التي في
الأعلى -


* تعريفات مختصرة بالشعراء المذكورين:
(1) عمرو بن معدي كرب : ويكتب معدي كرب ( معديكرب و معد يكرب وللصفة معدي )
وهو
من قبيلة ( مذحج ) قبيلة يمنية ، شاعر مخضرم ومن فرسان العرب المشهورين
دخل على النبي صلى الله عليه وسلم مع جماعة من قومه فأسلم ومن معه .....
لكنه ارتد عن الإسلام مع الأسود العنسي في اليمن بعد موت النبي ، ثم عاد
وأسلم وحسن إسلامه بعد حروب المرتدين ....... شارك في غزوة القادسية وفعل
بالفرس ما جعل الكثير من الناس يقدمونه على زيد الخيل - من طيء - في
الشجاعة والإقدام .
(2) عنترة:
هو
عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية العبسي ، أمه حبشية فلم يعترف أبوه به
كإبناً بل وضعه عبداً له ، وبشجاعته محا عنترة عار مولده وخصوصاُ في حرب
داحس والغبراء لما قام به من ذودٍ عن قبيلته ، امتزج شعره في الحماسة
حيناً وفي الغزل حيناً آخر .
(3) عامر بن الطفيل:
وهو
عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر العامري ، الشاعر الفحل و الفارس المجيد ،
ولد ونشأ في نجد كانت معظم حياته في المعارك و الحروب ، أدرك الإسلام
شيخاً فوفد على النبي صلى الله عليه وسلم يريد الغدر به فلم يستطع ، فدعاه
الرسول عليه الصلاة والسلام إلى الإسلام ، فاشترط أن يجعل له نصف ثمار
المدينة المنورة ويجعله خليفة من بعده ، فرده النبي ، فعاد غاضباً من حيث
أتى ، غالبية شعره في الحماسة والفخر ، ورغم فروسيته إلا أن سبق لزيد
الخيل أن جزّ ناصية عامر في قصة المرأة الفزارية - ولعامر أبيات قليلة في
الهجاء والحكمة ... مات بعد فتح مكة .
(4) عمرو بن الإطنابة:
وهو
عمرو بن عامر بن زيد مناة الخزرجي ، اشتهر بنسبته إلى أمه (( الإطنابة بنت
شهاب من بني القين )) شاعر جاهلي لم يدرك الإسلام وفارس قومه ، قيل أنه
كان ملكاً على الحجاز ولا يُعرف متى كانت وفاته.
(5) قيس بن الخطيم :
وهو
قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر الأوسي ، شاعر وفارس لا يشق
له غبار في المدينة وكان شديد التزين في لبسه على كثرة نزالاته ، قُتِل
أبيه وجده وهو صغير ، فأخذ على نفسه أن يثأر لهما ، فلما كبر وجد قاتل
أبيه فقتله في يثرب وبحث عن قاتل جده حتى ظفر به في قرية قرب البصرة ،
أدرك الإسلام وهو شيخ ، وتريث في قبوله وقيل قتل ولم يسلم في السنة
الثانية من هجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام أما زوجته فقد شُهد لها
بإسلامها - حواء بنت زيد رضي الله عنها -
(6) رجل من مزينة:
<< في رأيي الشخصي >> أنه معن بن أوس المزني والله أعلم
(7) العباس بن مرداس:
الصحابي
الجليل العباس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة السلمي ، شاعر وفارس من
سادات قومه ، أمه الخنساء رضي الله عنها ، أدرك الجاهلية و الإسلام هو من
بيت شعر ، والده و أمه شاعران مجيدان وأخوته الثلاثة كلهم شعراء وهو
أشعرهم وأشهرهم وأفرسهم ، توفي في خلافة عمر رضي الله عنهما وهو القائل:
وما كان حصن ولا حابس *** يفوقان مرداس في مجمع




قس بن ساعدة الايادي
هو اسقف نجران ، وكان خطيبها البارع وحكيمها ، ويتصف بالزهد في الدنيا ، وكان يحضر سوق عكاظ ويلقي الشعر .

يروى ان النبي صلى الله عليه وآله راى قس في سوق عكاظ على جمل احمر وهو يقول (15) :

«ايها
الناس ، اسمعوا وعوا انه من عاش مات ، ومن مات فات ، وكل ما هو آت آت . .
. آيات محكمات: مطر ونبات وآباء وامهات ، وذاهب وآت ، ضوء وظلام ، وبر
وآثام ، لباس ومركب ، ومطعم ومشرب ، ونجوم تمور (16) ، وبحور لا تغور (17)
، وسقف مرفوع ، وليل داج (18) ، وسماء ذات‏ابراج (19) ، ما لي ارى الناس
يموتون ولا يرجعون . . . يا معشر اياد اين ثمود وعاد ؟ واين الآباء
والاجداد ؟


ومن نوادر شعره:

وفي الذاهبين الاولين

من القرن لنا بصائر

لما رايت مواردا

للموت ليس لها مصادر

ورايت قومي نحوها

يمضي الاصاغر والاكابر

لا يرجع الماضي ولا

يبقى من الباقين غابر (20)

ايقنت اني لا محالة

حيث صار القوم صائر

تعريف العصر الجاهلي : هي تلك الفترة التي سبقت بعثة محمد صلى الله عليه وسلم واستمرت قرابة قرن ونصف من الزمان .

سبب تسميته بالعصر الجاهلي :سمي بذلك لما شاع فيه من الجهل وليس المقصود بالجهل الذي هو ضد العلم بل هو الجهل الذي ضد الحلم .
* العوامل التي أثرت في الأدب الجاهلي : -
1- طبيعة السلالة العربية .
2- بيئة العرب الجغرافية .
3- حياة العرب الإجتماعية والأخلاقية .
4- حياتهم السياسية .
5- حياتهم الدينية .
6- حياتهم العقلية ونعني بها علومهم ومعارفهم .
7- أسواقهم واقتصادهم .
8- المعلقات كمظهر لاهتمامهم بالبلاغة والشعر.
* البيئة الجغرافية للعرب : -
شبه جزيرة العرب صحراوية في معظمها يسود أرضها الجفاف ولكن حين تحظى بمطر أو ينبوع يتحول بعض أجزائها روضات بهيجة تسر الناظرين.
ولاشك
أن الإنسان هو ابن الأرض تطبعه بطابعها وتلون أخلاقه ومزاجه وعاداته بلون
تضاريسها ومن هنا فقد طبعت الصحراء أخلاق العرب بطابعها فتحلوا بالشهامة
والكرم والنجدة وكراهة الخسة والضيم وقد كانت كل هذه الصفات موضوعات خصبة
أمدت الأدب العربي بمعظم أفكاره ومعانيه.
* حياة العرب الاجتماعية والأخلاقية : -
حياة العرب الاجتماعية : -
1- كان عرب الجاهلية فريقيين وهم : حضر وكانوا قلة وبدو وهم الكثرة .
أما
الحضر فكانوا يعيشون في بيوت مبنية مستقرة ويعملون في التجارة - الزراعة -
الصناعة ويحيون حياة استقرار في المدن والقرى ومن هؤلاء المدن سكان مدن
الحجاز : مكة -يثرب - الطائف - سكان مدن اليمن كصنعاء - وكثيرون من رعايا
مملكة المناذرة ومملكة الغساسنة .
كما
أنه من أشهر حضر الجاهلية سكان مكة وهم قريش أحلافها وعبيدها وكانت
قوافلهم آمنة محترمة لأن الناس يحتاجون إلى خدمات قريش أثناء موسم الحج
ولهذا ازدهرت تجارة قريش وكانت لها رحلتان تجاريتان رحلة الشتاء إلى اليمن
ورحلة الصيف إلى الشام.

وأما
أهل البادية فكانت حياتهم حياة ترحال وراء منابت العشب لأنهم يعيشون على
ماتنتجه أنعامهم وكانوا يحتقرون الصناعة ويتعصبون للقبيلة ظالمة أو مظلومة
.

2-
كانت المرأة شريكة مخلصة للرجل في حياته تساعده في حاضرته أوباديته وتتمتع
باحترامه حتى لقد اشتهرت بعض النساء في الجاهلية بالرأي السديد.

حياة العرب الأخلاقية :-
كانت لعرب الجاهلية أخلاق كريمة تمم الإسلام مكارمها وأيدها كما كانت لهم أخلاق ذميمة أنكرها الإسلام وعمل على محوها .

فمن
أخلاقهم الكريمة: الصدق- الوفاء- النجدة- حماية الذمار- الجرأة والشجاعة-
العفاف- احترام الجار- الكرم وهو أشهر فضائلهم وبه مدحهم الشعراء.

أما عاداتهم الذميمة : الغزو -النهب والسلب- العصبية القبلية - وأد البنات- شرب الخمر - لعب القمار.

* حياتهم السياسية : -
كان العرب من حيث حياتهم السياسية ينقسمون إلى قسمين :

1-
قسم لهم مسحة سياسية : وهؤلاء كانوا يعيشون في إمارات مثل: إمارة الحيرة-
امارة الغساسنة - إمارة كندة - مكة يمكن اعتبارها من هذا القبيل لأن
نظاماً سياسياً كان ينتظمها .

2- قسم ليس لهم وضع سياسي : وهم من البدو الرحل ينتمون إلى قبيلة معروفة وتخضع كل قبيلة لشيخها .

* الحياة الدينية للعرب :
كان معظم العرب وثنيين يعبدون الأصنام ومن أشهر أصنامهم: هبل- اللات- العزى-مناة كما كانت لهم هناك أصنام خاصة في المنازل.

كما أن من العرب من عبد الشمس والقمر والنجوم ، وكان القليل من العرب يهود أو نصارى لكنهم لم يكونوا على بصيرة وفهم لشريعتهم .

على
أن فئة من عقلاء العرب لم تعجبهم سخافات الوثنية وهدتهم فطرتهم الصافية
فعدلوا عن عبادة الأصنام وعبدوا الله على ملة ابراهيم عليه السلام وكانوا
يسمون الحنفاء .

ومن
هؤلاء: قس بن ساعدة - ورقة بن نوفل - أبو بكر الصديق - كما كان محمد صلى
الله عليه وسلم يتعبد في الغار على ملة ابراهيم فكان أيضا من الحنفاء .

* ثقافات العرب ( حياتهم العقلية) : -

كان للجاهليين ثقافات وعلوم لكنها محدودة تتناسب مع بيئة الصحراء وعقلية الأميين ومن أهمها مايلي :-

1- الأدب وفصاحة القول وروعة الجواب : ولذلك تحداهم القرآن في أخص خصائصهم البلاغة.

2- الطب: فقد تداووا بالأعشاب والكي وربما أدخلوا العرافة والشعوذة وقد أبطل الإسلام الشعوذة وأقر الدواء.

3- القيافة :

وهي قيافة أثر: وكانوا يستدلون بوقع القدم على صاحبها.

وقيافة بشر : وكانوا يعرفون نسب الرجل من صورة وجهه وكانوا يستغلونها في حوادث الثأر والانتقام .

4- علم الأنساب: وهو بمثابة علم التاريخ وكان في العرب نسابون يرجع الناس إليهم ومن بينهم أبي بكر الصديق رضي الله عنه .

5- الكهانة والعرافة : وهذان العلمان أبطلهما الإسلام وتوعد من أتى كاهناً أو عرافاً .

6-النجوم والرياح والأنواء والسحب: وقد أنكر الإسلام التنجيم وهو ادعاء علم الغيب بطريق النجوم.

* أسواق العرب :-

كان للعرب أسواق كثيرة ومن أشهر تلك الأسواق ثلاث :

1- سوق عكاظ : وهو أشهرها وكانت بين مكة والطائف.

2- سوق مجنة .

3- سوق ذي المجاز .

ولم
تكن تلك الأسواق للتجارة فحسب بل كانت للتحكيم في الخصومات والتشاور في
المهمات والمفاخرة بالشعر والخطب ، وكان من أشهر المحكمين في الشعر
النابغة الذبياني، تنصب له خيمة من جلد أحمر في عكاظ ويعرض عليه الشعراء
أشعارهم .


ب- الغزل :-
وهو الشعر الذي يتصل بالمرأة المحبوبة المعشوقة .والشعر هنا صادق العاطفة ،وبعضه نمط تقليدي يقلد فيه اللاحق السابق .
وأجمل ماقيل من شعر الغزل الجاهلي
الأعشى
أوَصَلْتَ صُرْمَ الحَبْلِ مِنْ
سَلْمَى لِطُولِ جِنَابِهَا
وَرَجَعْتَ بَعْدَ الشّيْبِ
تَبْ غِي وُدّهَا
بِطِلابِهَا أقْصِرْ، فَإنّكَ طَالَمَا
أُوضِعْتَ في إعْجَابِهَا
أوَلَنْ يُلاحَمَ في الزّجَا
جَةِ صَدْعُهَا بِعِصَابِهَا
أوَلَنْ تَرَى في الزُّبْرِ
بَيَنَةً بِحُسْنِ كِتَابِهَا
إنّ القُرَى يِوْماً
سَتَهْ لِكُ قَبْلَ حَقّ عَذَابِهَا
وَتَصِيرُ بَعْدَ عِمَارَةٍ
يَوْماً لأمْرِ خَرَابِهَا
**********
وَدّعْ هُرَيْرَةَ إنّ الرَّكْبَ مرْتَحِلُ، * وَهَلْ تُطِيقُ وَداعاً أيّهَا الرّجُلُ؟
غَرّاءُ فَرْعَاءُ مَصْقُولٌ عَوَارِضُها، * تَمشِي الهُوَينا كما يَمشِي الوَجي الوَحِلُ
كَأنّ مِشْيَتَهَا مِنْ بَيْتِ جارَتِهَا * مَرُّ السّحَابَةِ، لا رَيْثٌ وَلا عَجَلُ
تَسمَعُ للحَليِ وَسْوَاساً إذا انصَرَفَتْ * كمَا استَعَانَ برِيحٍ عِشرِقٌ زَجِلُ
لَيستْ كمَنْ يكرَهُ الجيرَانُ طَلعَتَهَا، * وَلا تَرَاهَا لسِرّ الجَارِ تَخْتَتِلُ
يَكادُ يَصرَعُها، لَوْلا تَشَدّدُهَا، * إذا تَقُومُ إلى جَارَاتِهَا الكَسَلُ
إذا تُعالِجُ قِرْناً سَاعةً فَتَرَتْ، * وَاهتَزّ منها ذَنُوبُ المَتنِ وَالكَفَلُ
مِلءُ الوِشاحِ وَصِفْرُ الدّرْعِ بَهكنَةٌ * إذا تَأتّى يَكادُ الخَصْرُ يَنْخَزِلُ
صَدّتْ هُرَيْرَةُ عَنّا ما تُكَلّمُنَا، * جَهْلاً بأُمّ خُلَيْدٍ حَبلَ من تَصِلُ؟
**********
المرقشين
أغالِبُكَ القلبُ اللَّجوج صَبَابَةً * وشوقاً إلى أسماءَ أمْ أنتَ غالُبُهْ
يهيمُ ولا يعْيا بأسماء قلبُه * كذاك الهوى إمرارُه وعواقِبُهْ
أيُلحى امرؤ في حبِّ أسماء * قد نأى بِغَمْزٍ من الواشين وازورَّ جانبُهْ
وأسماءُ هَمُّ النفس إن كنتَ عالماً * وبادي أحاديثِ الفؤادِ وغائبهْ
إذا ذكرَتْها النفسُ ظَلْتُ كأنَّني * يُزعزعني قفقاف وِرْدٍ وصالبُهْ
**********
قُلْ لأسماء أَنْجِزي الميعادا * وانْظُري أنْ تُزوِّدي منكِ زادا
أَينما كنتِ أو حَلَلتِ بأَرضٍ * أو بلادٍ أَحيَيْتِ تلكَ البلادا
إن تَكُونِي تَرَكْتِ رَبْعَكِ بالشَّأ * مِ وجاوَزْتِ حِمْيراً ومُرادا
فارْتجِي أَن أَكونَ منكِ قريباً * فاسْألي الصَّادِرِين والوُرَّادا
وإذا ما رأَيْتِ رَكْباً مُخِّبِي * نَ يَقُودونَ مُقْرَباتٍ جِيادا
فَهُمُ صُحْبتِي على أَرْحُلِ المَيْ * سِ يُزَجُّونَ أَيْنُقاً أَفْرادا
وإذا ما سمَعتِ من نحوِ أَرضٍ * بِمُحِبٍّ قد ماتَ أَو قِيلَ كادا
فاعْلَمِي غيرَ عِلْمِ شَكٍّ بأَنِّي * ذاكِ، وابْكِي لِمُصْفَدٍ أَنْ يُفادى
أو تناءت بك النوى فلقد قدتِ * فؤادِي لحينه فانقادا
ذاك أنِّي علقت منك جوى الحبّ * وليداً فزدتُ سنّاً فزادا
خليليّ عوجا باركَ الله فيكما وإن * لم تَكُنْ هندٌ لأرضِكما قَصْدا
وقولا لها: ليس الضلالُ أجازَنا * ولكنّنا جُزنا لنلقاكمُ عَمدا
تخيّرتُ من نعمان عودَ أراكةٍ * لهندٍ فمن هذا يُبلِّغه هِندا؟
وأنطيتُهُ سيفي لكيما أقيمَهُ * فلا أوداً فيه استبنتُ ولا خَضْدا
ستبلُغ هنداً إن سلِمْنا قلائصٌ * مَهارى يُقطِّعْنَ الفَلاةَ بنا وَخْدا
فلمّا أنخنا العيسَ قد طال سيُرها * إليهم وجدناهم لنا بالقرى حَشْدا
فناولتها المسواك والقلب خائف * وقلت لها: يا هند أهلكتِنا وَجْدا
فمدَّت يداً في حُسْنِ كلٍّ تناولاً * إليه وقالت: ما أرى مثل ذا يُهْدى
وأقبلت كالمجتاز أدّى رسالةً * وقامت تَجُرُّ المَيْسَنانِيَّ والبُردا
تَعَرَّضُ للحي الذينَ أريدهم * وما التمستْ إلاّ لتقتلني عمدا
فما شبهٍ هند غيرُ أدماءَ خاذِلٍ * من الوحشِ مرتاعٍ تُراعى طَلاًّ فَرْدا
وما نطفَة من مُزْنَةٍ في وَقيعَةٍ * على متن صخر في صفاً خالطت شهْدا
بأطيب من ريّا عُلالة ريقها * غداة هضاب الطلّ في روضة تندى
**********
سَرى لَيْلاً خَيالٌ مِنْ سُلَيْمى * فَأَرَّقَني وأصْحابي هُجُودُ
فَبِتُّ أُدِيرُ أَمْرِي كلَّ حالٍ * وأَرْقُبُ أَهْلَها وهُمُ بعيدُ
عَلى أَنْ قَدْ سَما طَرْفِي لِنارٍ * يُشَبُّ لها بذِي الأَرْطى وَقُودُ
حَوالَيْها مَهاً جُمُّ التَّراقي * وأَرْآمٌ وغِزْلانٌ رُقُودُ
نَواعِمُ لا تُعالِجُ يُؤْسَ عَيْشٍ * أَوانِسُ لا تُراحُ وَلا تَرُودُ
يَزُحْنَ مَعاً بِطاءَ المَشْيِ بُدّاً * عليهنَّ المَجاسِدُ والبُرُودُ
سَكَنَّ ببلْدَةٍ وسَكَنْتُ أُخْرى * وقُطِّعَتِ المواثِقُ والعُهُودُ
**********
إمرؤ القيس
أفاطِمَ مَهْلاً بَعْضَ هذا التّدَلُّلِ * وَإن كُنتِ قد أزمعْتِ صَرْمي فأجْمِلي
أغَرّكِ مني أنّ حُبّكِ قاتِلي * وَأنّكِ مهما تأْمُري القلبَ يَفْعلِ
وَإنْ تكُ قد ساءتْكِ مني خَليقَةٌ * فسُلّي ثيابي من ثيابِكِ تَن
**********
مهفهفة بيضاء غير مفاضة * ترائبها مصقولة كالسجنجل
كبكرة المقاناة البياض بصفرة * غذاها نمير الماء غير المحلل
تصد وتبدي عن أسيل وتتقي * بناظرة من وحش وجرة مطفل
وجيد كجيد الرئم ليس بفاحش * إذا هي تصته ولا بمعطل
وفرع يزين المتن أسود فاحم * أثبت كقنو النخلة المتعثكل
غدائره مستشزرات إلى العلا * تضل المدارى في مثنى ومرسل
وتعطو برخص غير شثن كأنه * أساريع ظبى أو مساويك اسحل
وتضحى فتبت المسك فوق فراشها * نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل
تضئ الظلام بالعشاء كأنها * منارة ممسى راهب متبتل
إلى مثلها يرنو الحليم صبابة * إذا ما اسبكرتت من درع ومجول
**********
جميل بن المعمر
ألا ليت ريعان الشباب جديد * ودهرا تولى - يا بثين - يعود
فنبقى كما كنا نكون وأنتمو * قريب وإذ ما تبذلين زهيد
وما أنسى الأشياء لا أنسى قولها * وقد قربت نضوي : أمصر تريد
و لا قولها : لولا العيون التي ترى * لزرتك فاعذرني فدتك جدود
خليلي ما ألقى من الوجد باطن * ودمعي - بما أخفي الغداة - شهيد
إذا قلت : ما بي يا بثينة قاتلي * من الحب قالت : ثابت ويزيد
وإن قلت : ردي بعض عقلي أعش به * تولت وقالت : ذاك منك بعيد
فلا أنا مردود بما جئت طالبا * ولا حبها فيما يبيد يبيد
جزتك الجوازي يا بثين سلامة * إذا ما خليل بان وهو حميد
وقلت لها : بيني وبينك فاعملي * من الله ميثاق له وعهود
وقد كان حبيكم طريفا وتالدا * وما الحب إلا طارف وتليد
وإن عروض الوصل بيني وبينها * وإن سهلته بالمنى لكؤود
وأفنيت عمري بانتظاري وعدها * وأبليت فيها الدهر وهو جديد
ويحسب نسوان من الجهل أنني * إذا جئت إياهن كنت أريد
فأقسم طرفي بينهن فيستوي * وفي الصدر بون بينهن بعيد
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة * بوادي القري إني إذن لسعيد
وهل أهبطن أرضا تظل رياحها * لها بالثنايا القاويات وئيد
وهل ألقين " سعدي " من الدهر مرة * وما رث من حبل الصفاء جديد
وقد تلتقي الأشتات بعد تفرق * وقد تدرك الحاجات وهي بعيد
إذا جئتها يوما من الدهر زائرا * تعرض منفوض اليدين صدود
يصد ويغضي عن هواي ويجتني * ذنوبا عليها إنه لعنود
فأصرمها خوفا كأني مجانب * ويغفل عنا مرة فعنود
ومن يعط في الدنيا قرينا كمثلها * فذلك في عيش الحياة رشيد
يموت الهوى مني إذا ما لقيتها * ويحيا إذا فارقتها فيعود
يقولون : جاهد يا جميل بغزوة * وأي جهاد غيرهن أريد
لكل حديث عندهن بشاشة * وكل قتيل عندهن شهيد
وأحسن أيامي وأبهج عيشتي * إذا هيج بي يوما وهو قعود
تذكرت ليلى فالفؤاد عميد * وشطت نواها فالمزار بعيد
علقت الهوى منها وليدا فلم يزل * إلى اليوم ينمي حبها ويزيد
فما ذكر الخلان إلا ذكرتها * ولا البخل إلا قلت سوف تجود
إذا فكرت قالت : قد أدركت وده * وما ضرني بخلي فكيف أجود
فلو تكشف الأشياء صودف تحتها * لبثنة حب طارف وتليد
ألم تعلمي يا أم ذي الودع انني * أضاحك ذكراكم وأنت صلود !
فهل القين فردا بثينة ليلة * تجود لنا من ودها ونجود
ومن كان في حبي بثينة يمتري * " فبرقاء ذي ضال " علي شهيد
**********
أبي القلب إلا حب بثنة لم يرد * سواها وحب القلب بثنة لا يجدي
أبي القلب إلا حب بثنة لم يرد * سواها وحب القلب بثنة لا يجدي
تعلق روحي روحها قبل خلقنا * ومن بعد ما كنا نطافا وفي المهد
فزاد كما زدنا فأصبح ناميا * وليس إذا متنا بمنتقض العهد
ولكنه باق على كل حالة * وزائرنا في ظلمة القبر واللحد
على أن من قد مات صادف راحة * وما بفؤادي من رواح ولا رشد
يكاد فضيض الماء يخدش جلدها * إذا اغتسلت بالماء من رقة الجلد
وقد لامني فيها أخ ذو قرابة * حبيب إليه من ملامته رشدي
وقال أفق حتى متى أنت هائم * ببثنة فيها قد تعيد وقد تبدي
فقلت له فيها قضى الله ما ترى * علي وهل فيما قضى الله من رد
فإن كان رشدا حبها أو غواية * فقد جئته ما كان مني على عمد
**********
طرفة بن العبد
أتعْرِفُ رسمَ الدارِ قَفْراً مَنازِلُهْ، * كجَفْنِ اليمانِ زَخرَفَ الوشيَ ماثلُهْ
بتثلِيثَ أوْ نَجرَانَ أوْ حيثُ تَلتقي، * منَ النّجْدِ في قِيعانِ جأشٍ مسائلُه
دِيارٌ لِسلْمى إذ تصِيدُكَ بالمُنى، * وإذ حبلُ سلمى منكَ دانٍ توَاصُلُه
وإذ هيَ مثلُ الرّئمِ، صِيدَ غزالُها، * لها نَظَرٌ ساجٍ إليكَ، تُوَاغِلُهْ
غَنِينا، وما نخشى التّفرّقَ حِقبَةً، * كِلانا غَريرٌ، ناعِمُ العيش باجِلُه
لَيَاليَ أقْتادُ الصِّبا ويَقُودُني، * يَجُولُ بنَا رَيعانُهُ ويُحاوِلُه
سَما لكَ من سلْمى خَيالٌ ودونَها * سَوَادُ كَثِيبٍ، عَرْضُهُ فأمايِلُهْ
فذُو النّيرِ فالأعلامُ من جانبِ الحِمى * وقُفٌّ كظَهْرِ التُّرْسِ تجري أساجله
وأنّى اهْتَدَتْ سلمى وَسائلَ، بَيننا * بَشاشَةُ حُبٍّ، باشرَ القلبَ داخِلُهْ
وكم دُونَ سَلمى من عدُوٍّ وبلدةٍ * يَحارُ بها الهادي، الخفيفُ ذلاذلُه
يَظَلُّ بها عَيرُ الفَلاةِ، كأنّهُ * رقيبٌ يُخافي شَخْصَهُ، ويُضائلُهْ
وما خِلْتُ سلمى قبلَها ذاتَ رِجلةٍ، * إذا قَسْوَرِيُّ الليلِ جِيبَتْ سَرَابلهْ
وقد ذَهَبَتْ سلمى بعَقْلِكَ كُلّهِ، * فهَلْ غيرُ صَيدٍ أحْرَزَتْهُ حَبائِله
كما أحْرَزَتْ أسْماءُ قلبَ مُرَقِّشٍ * بحُبٍّ كلمْعِ البَرْقِ لاحتْ مَخايله
وأنْكَحَ أسْماءَ المُرَاديَّ، يَبْتَغي * بذلكَ، عَوْفٌ أن تُصَابَ مُقاتِله
فلمّا رأى أنْ لا قَرارَ يُقِرُّهُ، * وأنّ هَوَى أسْماءَ لا بُدّ قاتِله
تَرَحّلَ مِنْ أرْضِ العرَاقِ مُرَقِّشٌ * على طَرَبٍ، تَهْوي سِراعاً رواحِله
إلى السّرْوِ، أرضٌ ساقه نحوها الهوى، * ولم يَدْرِ أنّ الموْتَ بالسّرْوِ غائله
[b
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 2029
نقاط : 4938
تاريخ التسجيل : 17/04/2009

الشعر الجاهلي أبرز الشعراء وأشعارهم وأغراض الشعر الجاهلي ! ديوان الاُدباء العرب Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشعر الجاهلي أبرز الشعراء وأشعارهم وأغراض الشعر الجاهلي ! ديوان الاُدباء العرب   الشعر الجاهلي أبرز الشعراء وأشعارهم وأغراض الشعر الجاهلي ! ديوان الاُدباء العرب Emptyالسبت نوفمبر 28, 2009 4:34 am





الهجاء
سبيل
الشاعر إلى غرض الهجاء وهدفه منه: تجريد المهجو من المُثًل العليا التي
تتحلى بها القبيلة، فيجرد المهجو من الشجاعة فيجعله جباناً، ومن الكرم
فيصفه بالبخل، ويلحق به كل صفة ذميمة من غدر وقعود عن الأخذ بالثأر بل إن
الشاعر يسعى إلى أن يكون مهجوه ذليلاً بسبب هجائه، ويؤثر الهجاء في
الأشخاص وفي القبائل على حد سواء فقبيلة باهلة ليست أقل من غيرها في
الجاهلية ولكن الهجاء الذي تناقله الناس فيها كان له أثر عظيم وهذا هو
السر الذي يجعل كرام القوم يخافون من الهجاء ويدفعون الأموال الطائلة
للشعراء اتقاء لشرهم.

وممن
خاف من الهجاء الحارث بن ورقاء الأسدي؛ فقد أخذ إبلاً لزهير ابن أبي سلمى
الشاعر المشهور، وأسر راعي الإبل أيضاً فقال فيه زهير أبياتاً منها


لَيَأتِيَنّكَ منِّي مَنْطِقٌ قَذعٌ
باقٍ كما دَنَّسَ القَبْطِيَّة الوَدكُ
فاردُدْ يَسَاراً ولا تَعْنُفْ عَلَيْهِ وَلاَ
تَمْعَكْ بِعِرْضِكَ إن الغَادِرَ المعِكُ

فلما سمع الحارث بن ورقاء الأبيات رد على زهير ما أخذ منه

الأعتذار
الاعتذار هو استعطاف المرغوب في عفو،
حيث يبين الشاعر ندمه على ما بدر منه من تصرُّفٍ سابق.
وتقديم العذر في عرض ملائم يقنع المُعْتَذَرَ إليه المرجو عفوه يدل على مهارة في القول وتفنن في الشعر.
وزعيم
الاعتذار في العصر الجاهلي هو النابغة الذبياني الذي قال أجود اعتذار قيل
في ذلك العصر للنعمان بن المنذر ملك الحيرة، ومما خاطب به النعمان من ذلك
الاعتذار قوله:

فلا لعمر الذي مسحت كعبته
وما هريق على الأنصاب من جسد
والمؤمن العائذات الطير يمسحها
ركبان مكة بين الغيل والسعد
ما قلت من سيئ مما أتيت به
"إذن" فلا رفعت سوطى إلى يدي
"إذا" فعاقبني ربى معاقبةً
قرت بها عين من يأتيك بالفند
أنبئت أن أبا قابوس أوعدني
ولا قرار على زأرِ من الأسد
فما الفرات إذا هب الرياح له
ترمى أواذية العبرين بالزبد
يمده كل وادِ مترعٍ لجب
فيه ركام من الينبوت والخضد
يظل من خوفه الملاح معتصماً
بالخيزرانة بعد الأين والنجد
يوماً بأجود منه سيب نافلة
ولا يحول عطاء اليوم دون غد
هذا الثناء فإن تسمع به حسناً
فلم أعرض – أبيت اللعن- بالصفد
ها إن ذي عسرةٍ إلا تكن نفعت
فإن صاحبها مشارك النكد



وإذا كان النابغة قد تقدم على غيره في هذا الغرض فإن هناك شعراء قالوا اعتذاراً جيداً، ومن أولئك الشاعر المتلمس الذي اعتذر إلى أخواله بقوله
فَلَو غيرُ أخوالي أرادوا نَقِيصَتي
جَعَلْتُ لهُم فَوْقَ العَرَانين مِيْسَمَا
ومَا كُنْتُ إلاَّ مِثْل قَاطِعِ كَفِّهِ
ِبكَفٍّ لهُ أُخرَى فَأَصْبَحَ أَجْذما
والاعتذار من الأغراض الرئيسة فهو مقرون بغرض المدح؛
لأن
الشاعر لا يأتي به وسيلة لغيره وإنما ينشيء القصيدة من أجله، لأن غرض
الشاعر من قول الاعتذار هو الحصول على عفو لا يَتَأَتَّى إلا عن طريق
الاعتذار الجيد

كما
أن المال لا يحصل للشاعر إلا عن طريق المدح الجيد، فغرض الوصف ترف في
القول أما الاعتذار فهو هدف يسعى إليه الشاعر، وغرض الاعتذار من الأغراض
الصعبة التي لا يجيد القول فيها إلا من أوتي زمام الشعر كالنابغة الذبياني.



هو عمرو بن كلثوم بن عمرو بن مالك
بن عتّاب بن سعد بن زهير بن جُشَم بن حُبيب بن غنم بن تغلب بن وائل، أبو
الأسود (نحو ... - 39 ق. ه = ... - 584 م). شاعر جاهلي مشهور من شعراء
الطبقة الأولى، ولد في شمالي جزيرة العرب في بلاد ربيعة، وتجول فيها وفي
الشام والعراق ونجد. كان من أعز الناس نفساً، وهو من الفتاك الشجعان، ساد
قومه تغلب وهو فتى، وعمر طويلاً، وهو الذي قتل الملك عمرو بن هند، فتك به
وقتله في دار ملكه وانتهب رحله وخزائنه وانصرف بالتغالبة إلى بادية الشام،
ولم يصب أحد من أصحابه.وأمُّ عمرو، كما قالت رحاب عكاوي في سيرته، هي ليلى
بنت المهلهل أخي كليب، اشتهرت بالأنفة وعظم النفس، كما كانت لجلالة محتدها
من فضليات السيدات العربيات قبل الإسلام. قيل إنّ المهلهل لما تزوج هنداً
بنت بعج بن عتبة ولدت له ليلى فقال المهلهل لامرأته هند: اقتليها، على
عادة عرب الجاهلية، فلم تفعل أمها، وأمرت خادماً لها أن تغيّبها عنها.
فلما نام المهلهل هتف به هاتف يقول:كم من فتى مؤمَّلِ- وسيّد
شَمَرْدَلِوعُدّةٍ لا تجْهَلِ- في بطنِ بنتِ مهلهلِفاستيقظ مذعوراً وقال:
يا هند أين ابنتي، فقالت: قتلتها. قال: كلاّ وإله ربيعة، وكان أول من حلف
بها، فأصدقيني. فأخبرته، فقال: أحسني غذاءها، فتزوّجها كلثوم بن عمرو ابن
مالك بن عتّاب. فلما حملت بعمرو، قالت: إنه أتاني آتٍ في المنام فقال:يا
لك ليلى من ولد- يُقدِمُ إقدام الأسدْمن جُشمٍ فيه العددْ- أقول قيلاً لا
فَنَدْفولدت عمراً. ولما أتت عليه سنة قالت: أتاني ذلك الآتي في الليل
فأشار إلى الصبيّ وقال:إني زعيمُ لكِ أمَّ عمرو- بماجدِ الجدّ كريم
النَّجْرِأشجعُ من ذي لبيدٍ هزبرِ- وقّاص آدابٍ شديد الأشْرِيسودُهم في
خمسةٍ وعشرِوقد قيل إنه كان الأمر كما سمعت وساد عمرو بن كلثوم قومه تغلب
وهو ابن خمس عشرة سنة. وتغلب هم من هم في الشرف والسيادة والمجد وضخامة
العدد وجلال المحتد والأرومة. وأسرة عمرو سادات تغلب ورؤساؤها وفرسانها
حتى قيل: لو أبطأ الإسلام لأكلت تغلب الناس. ولد ونشأ في أرض قومه
التغلبيين، وكانوا يسكنون الجزيرة الفراتية وما حولها، وتخضع قبيلته لنفوذ
ملوك الحيرة مع استقلالهم التام في شؤونهم الخاصة والعامة، والحيرة كما
نعلم إمارة عربية أقامها الفرس على حدود الجزيرة العربية وحموها بالسلاح
والجنود.ولد عمرو إذاً بين مجد وحسب وجاه وسلطان، فنشأ شجاعاً هماماً
خطيباً جامعاً لخصال الخير والسؤدد والشرف، وبعد قليل ساد قومه وأخذ مكان
أبيه، وقال الشعر وأجاد فيه وإن كان من المقلّين.ويقال إنّ قصيدته المعلقة
كانت تزيد على ألف بيت وإنها في أيدي الناس غير كاملة وإنما في أيديهم ما
حفظوه منها. وكان خبر ذلك ما ذكره أبو عمر الشيباني، قال: إنّ عمرو بن هند
لما ملك، وكان جبّاراً عظيم الشأن والملك، جمع بكراً وتغلب ابني وائل
وأصلح بينهم بعد حرب البسوس، وأخذ من الحيّين رهناً من كل حيّ مائة غلام
من أشرافهم وأعلامهم ليكفّ بعضهم عن بعض. وشرط بعضهم على بعض وتوافقوا على
أن لا يُبقي أحد منهم لصاحبه غائلةً ولا يطلبه بشيءٍ مما كان من الآخر من
الدماء. فكان أولئك الرهن يصحبونه في مسيره ويغزون معه، فمتى التوى أحد
منهم بحق صاحبه أقاد من الرهن.وحدث أن سرّح عمرو بن هند ركباً من بني تغلب
وبني بكر إلى جبل طيّئ في أمر من أموره، فنزلوا بالطرفة وهي لبني شيبان
وتيم اللات أحلاف بني بكر. فقيل إنهم أجلوا التغلبيين عن الماء وحملوهم
على المفازة فمات التغلبيون عطشاً، وقيل بل أصابتهم سموم في بعض مسيرهم
فهلك عامّة التغلبيين وسلم البكريون. فلما بلغ ذلك بني تغلب غضبوا وطلبوا
ديات أبنائهم من بكر، فأبت بكر أداءها. فأتوا عمرو بن هند فاستعدوه على
بكر وقالوا: غدرتم ونقضتم العهد وانتهكتم الحرمة وسفكتم الدماء. وقالت
بكر: أنتم الذين فعلتم ذلك، قذفتمونا بالعضيهة وسوّمتم الناس بها وهتكتم
الحجاب والستر بادعائكم الباطل علينا. قد سبقنا أولادكم إذ وردوا وحملناهم
على الطريق إذ خرجوا، فهل علينا إذ حار القوم وضلّوا أو أصابتهم السموم!
فاجتمع بنو تغلب لحرب بكر واستعدت لهم بكر، فقال عمرو بن هند: إني أرى
الأمر سينجلي عن أحمر أصمّ من بني يشكر.فلما التقت جموع بني وائل كره كل
صاحبه وخافوا أن تعود الحرب بينهم كما كانت. فدعا بعضهم بعضاً إلى الصلح
وتحاكموا إلى الملك عمرو. فقال عمرو: ما كنت لأحكم بينكم حتى تأتوني
بسبعين رجلاً من أشراف بكر فأجعلهم في وثاق عندي، فإن كان الحق لبني تغلب
دفعتهم إليهم، وإن لم يكن لهم حق خلّيت سبيلهم. ففعلوا وتواعدوا ليوم
يعيّنه يجتمعون فيه. فقال الملك لجلسائه: من ترون تأتي به تغلب لمقامها
هذا? قالوا: شاعرهم وسيّدهم عمرو بن كلثوم. قال: فبكر بن وائل? فاختلفوا
عليه وذكروا غير واحد من أشراف بكر. قال عمرو: كلا والله لا تفرجُ بكر إلا
عن الشيخ الأصمّ يعتز في ريطته فيمنعه الكرم من أن يرقعها قائده فيضعها
على عاتقه، وأراد بذلك النعمان بن هرم. فلما أصبحوا جاءت تغلب يقودها عمر
بن كلثوم حتى جلس إلى الملك، وجاءت بكر بالنعمان بن هرم، وهو أحد بني
ثعلبة بن غنيم بن يشكر، فلما اجتمعوا عند الملك قال عمرو بن كلثوم
للنعمان: يا أصمّ جاءت بك أولاد ثعلبة تناضل عنهم وهم يفخرون عليك. فقال
النعمان: وعلى من أظلّت السماء كلها يفخرون ثم لا ينكر ذلك. فقال عمرو بن
كلثوم: أما والله لو لطمتك لطمةً ما أخذوا لك بها. فقال له النعمان: والله
لو فعلت ما أفلتّّ بها أنت ومن فضّلك. فغضب عمرو بن هند، وكان يؤثر بني
تغلب على بكر، فقال لابنته: يا حارثة، أعطيه لحناً بلسان أنثى، أي شبيه
بلسانك. فقال النعمان: أيها الملك، أعطِ ذلك أحبَّ أهلك إليك. فقال: يا
نعمان أيسرُّك أني أبوك? قال: لا، ولكن وددت أنك أمي، فغضب عمرو غضباً
شديداً حتى همّ بالنعمان وطرده. وقام عمر بن كلثوم وأنشد معلقته، وقام
بإثره الحارث بن حلّزة وارتجل قصيدته.وقصيدة عمرو بن كلثوم لم ينشدها على
صورتها، كما وردت في أثناء المعلقات، وإنما قال منها ما وافق مقصوده، ثم
زاد عليها بعد ذلك أبياتاً كثيرة، وافتخر بأمور جرت له بعد هذا العهد،
وفيها يشير إلى شتم عمرو بن هند لأمه ليلى بنت مهلهل. وقد قام بمعلقته
خطيباً بسوق عكاظ، وقام بها في موسم مكة. إلا أن عمرو بن هند آثر قصيدة
الحارث بن حلزة وأطلق السبعين بكرياً، فضغن عمرو بن كلثوم على الملك، وعاد
التغلبيون إلى أحيائهم. وما تفضيل الملك عمرو لقصيدة الحارث إلا لأنه كان
جباراً متكبّراً مستبدّاً، وكان يريد إذلال عمرو بن كلثوم وإهانته ويضمر
ذلك في نفسه، فقضى لبكر حسداً لعمرو لإذلاله بشرفه وحسبه ومجده.ثم إن
الملك عمراً كان جالساً يوماً مع ندمائه، فقال لهم: هل تعلمون أحداً من
العرب تأنف أمه من خدمة أمي هند? فقالوا: نعم، أم عمرو بن كلثوم. قال:
وَلِمَ? قالوا: لأنّ أباها مهلهل بن ربيعة، وعمها كليب بن وائل أعز العرب،
وبعلها كلثوم بن مالك أفرس العرب، وابنها عمرو وهو سيّد قومه، وكانت هند
عمة امرئ القيس بن حجر الشاعر، وكانت أم ليلى بنت مهلهل هي بنت أخي فاطمة
بنت ربيعة التي هي أم امرئ القيس وبينهما هذا النسب. فأرسل عمرو بن هند
إلى عمرو بن كلثوم يستزيره، ويسأله أن يزير أمه أمه. فأقبل عمرو بن كلثوم
من الجزيرة إلى الحيرة في جماعة من بني تغلب، وأقبلت ليلى أمه في ظعن من
بني كلثوم من الجزيرة إلى الحيرة في جماعة من بني تغلب، وأم عمرو بن هند
برواقه فضرب فيما بين الحيرة والفرات، وأرسل إلى وجوه أهل مملكته فحضروا
في وجوه بني تغلب، فدخل عمرو بن كلثوم على الملك عمرو في رواقه، ودخلت
ليلى وهند في قبة من جانب الرواق. وكان عمرو بن هند أمر أمه أن تنحي الخدم
إذا دعا الطُرُف وتستخدم ليلى. ودعا الملك عمرو بمائدة، ثم دعا بطرف،
فقالت هند: ناوليني يا ليلى ذلك الطبق، فقالت ليلى: لتقم صاحبة الحاجة إلى
حاجتها، فأعادت عليها فصاحت ليلى: واذلاّه، يا لتغلب! فسمعها ابنها عمرو،
فثار الدم في وجهه. ونظر إليه عمرو بن هند فعرف الشرَّ في وجهه، فوثب عمرو
بن كلثوم إلى سيف لعمرو بن هند معلق بالرواق، ليس هناك سيف غيره، فضرب به
رأس ابن هند وقتله، وكان ذلك نحو سنة 569م، ثم نادى عمرو في بني تغلب
فانتبهوا ما في الرواق وساقوا نجائبه وساروا نحو الجزيرة، وجاشت نفس عمرو
وحمي غضبه وأخذته الأنفة والنخوة فنظم بعض معلقته في هذه الحادثة يصف فيها
حديثه مع ابن هند ويفتخر بأيام قومه وغاراتهم المشهورة. ومن أخبار عمرو بن
كلثوم بعد ذلك أنه أغار على بني تميم، ثم مرّ من غزوه ذلك على حي من بني
قيس بن ثعلبة، فملأ يديه منهم وأصاب أسارى وسبايا، وكان فيمن أصاب أحمر بن
جندل السعدي، ثم انتهى إلى بني حنيفة باليمامة وفيهم أناس من عجل، فسمع
بها أهل حجر، فكان أول من أتاه من بني حنيفة بنو سحيم عليهم يزيد بن عمرو
بن شمر، فلما رآهم عمرو بن كلثوم ارتجز وقال:مَن عالَ منا بعدها فلا
اجتَبَرْ- ولا سقى الماءً ولا أرعى الشَّجَرْبنو لُجيمٍ وجعاسيسُ مُضَرْ-
بجانب الدوِّ يُديهونَ العَكَرْفانتهى إليه يزيد بن عمرو فطعنه فصرعه عن
فرسه وأسره، وكان يزيد شديداً جسيماً، فشدّه في القدّ وقال له: أنت الذي
تقول:متى تُعقد قرينتُنا بحبلٍ- نجذّ الحبلَ أو نَقْصِ القريناأما إني
سأقرنك إلى ناقتي هذه فأطردكما جميعاً. فنادى عمرو بن كلثوم: يا لربيعة،
أمثلة! قال: فاجتمعت بنو لجيم فنهوه، ولم يكن يريد ذلك به، فسار به حتى
أتى قصراً بحجر من قصورهم، وضرب عليه قبّة ونحرَ له وكساه وحمله على نجيبة
وسقاه الخمر، فلما أخذت برأسه تغنّى:أأجمعُ صُحبتي الشَّحَرَ ارتحالاً-
ولم أشْعُرْ بِبَينٍ منك هالاولم أرَ مثلَ هالَةَ في معَدٍّ- أُشَبّهُ
حسْنَها إلاَّ الهِلالاألا أبْلِغ بني جُشَمِ بْنَ بكرٍ- وتغلبَ كلّما
أتَيا حَلالابأنَّ الماجدَ القرْمَ ابن عمرو- غداة نُطاعُ قد صدَقَ
القِتالاكتيبَتُهُ مُلَمْلمَةٌ رَداحٌ- إذا يرمونها تُفني النّبالاجزى
الله الأغَرَّ يزيدَ خيراً- ولقَّاه المسَرَّة والجمالابمآخذِه ابنَ
كُلثومَ بنَ عمرٍو- يزيدُ الخيرِ نازَلَهُ نِزالابِجمعٍ مِن بني قرَّان
صِيدٍ- يُجيلونَ الطّعانَ إذا أجالايزيدُ يُقَدّم السُّفراءَ حتى- يُروّي
صدرها الأسَلَ النِّهالاوعنه أخبر ابن الأعرابي، قال: إن بني تغلب حاربوا
المنذر بن ماء السماء، فلحقوا بالشام خوفاً، فمرّ بهم عمرو بن أبي حجر
الغسّاني فلم يستقبلوه. وركب عمرو بن كلثوم فلقيه، فقال له الملك: ما منع
قومك أن يتلقوني? قال: لم يعلموا بمرورك. فقال: لئن رجعت لأغزونّهم غزوة
تتركهم أيقاظاً لقدومي. فقال عمرو: ما استيقظ قوم قط إلاّ نبلُ رأيهم
وعزّت جماعتهم، فلا توقظن نائمهم. فقال: كأنك تتوعّدني بهم، أما والله
لتعلمنّ إذا نالت غطاريف غسّان الخيل في دياركم أن أيقاظ قومك سينامون
نومة لا حلم فيها تجتثُّ أصولهم وينفى فلُّهم إلى اليابس الجرد والنازح
الثمد. ثم رجع عمرو بن كلثوم عنه وجمع قومه وقال:ألا فاعلم أبيت اللعن
أنّا- على عمدٍ سنأتي ما نريدُتعلّمْ أنّ محملنا ثقيلٌ- وأنّ زِنادَ
كبَّتنا شديدُوأنّا ليس حيٌّ من مَعِدٍّ- يوازينا إذا لُبسَ الحديدُفلما
عاد الحارث الأعرج غزا بني تغلب، فاقتتلوا واشتد القتال بينهم. ثم انهزم
الحارث وبنو غسّان وقتل أخو الحارث في عدد كثير، فقال عمرو بن كلثوم:هلاّ
عطفتَ على أخيك إذا دعا- بالثكل ويل أبيك يا ابنَ أبي شَمِرْقذفَ الذي
جشّمت نفسك واعترف- فيها أخاك وعامر بن أبي حُجُرْهكذا عاش عمرو بن كلثوم
عظيماً من عظماء الجاهلية وأشرافهم وفرسانهم، عزيز النفس، مرهوب الجانب،
شاعراً مطبوعاً على الشعر. وقد عمّر طويلاً حتى إنهم زعموا أنه أتت عليه
خمسون ومائة سنة، وكانت وفاته في حدود سنة 600 م. وقد روى ابن قتيبة خبر
وفاته، قال: فانتهى (ويعني يزيد بن عمرو) به إلى حجر فأنزله قصراً وسقاه،
فلم يزل يشرب حتى مات. وذكر ابن حبيب خبراً آخر في موت عمر بن كلثوم فقال:
وكانت الملوك تبعث إليه بحبائه وهو في منزله من غير أن يفد إليها، فلما
ساد ابنه الأسود بن عمرو، بعث إليه بعض الملوك بحبائه كما بعث إلى أبيه،
فغضب عمرو وقال: ساواني بعَوْلي! ومحلوفه لا يذوق دسماً حتى يموت، وجعل
يشرب الخمر صرفاً على غير طعام، فلما طال ذلك قامت امرأته بنت الثُوير
فقتّرت له بشحم ليقرم إلى اللحم ليأكله، فقام يضربها ويقول: معاذَ الله
تدعوني لِحنْثٍ- ولو أقْفَرْتُ أيّاماً قُتارُفلم يزل يشرب حتى مات.ولعمرو
ابن اسمه عبّاد بن عمرو بن كلثوم، كان كأبيه شجاعاً فارساً، وهو الذي قتل
بشر بن عمرو بن عدس، كما أنّ مرة بن كلثوم، أخا عمرو، هو الذي قتل المنذر
بن النعمان بن المنذر ملك الحيرة، وفي ذلك يقول الأخطل التغلبي
مفتخراً:أبني كليب إنّ عميَّ اللذا- قتلا الملوكَ وفكّكا الأغلالاوله عقب
اشتهر منهم كلثوم بن عمرو العتّابي الشاعر المترسّل، من شعراء الدولة
العباسية.ماذا قال المستشرقون عن عمرو بن كلثوم:اهتم المستشرقون الغربيون
بشعراء المعلقات وأولوا اهتماماً خاصاً بالتعرف على حياتهم، وفي هذا
السياق ننقل لكم ما ورد عن عمرو بن كلثوم في عملين رائدين قام بترجمتهما
صلاح صلاح: أحدهما من تأليف ليدي آن بلنت وفلفريد شافن بلنت، والآخر من
تحرير دبليو إى كلوستون:ليدي آن بلنت وفلفريد شافن بلنت:قالت ليدي آن بلنت
وقال فلفريد شافن بلنت عن عمرو بن كلثوم في كتاب لهما عن المعلقات السبع
صدر في بداية القرن العشرين: يقف عمرو بن كلثوم، شيخ قبيلة بني تغلب، في
الصف الأول لشعراء ما قبل الإسلام. يقال إنه ولد قبل بداية القرن السادس
وأصبح شيخاً لقبيلة في سن الخامسة عشرة وتوفي قرابة نهاية القرن، اثنا
وعشرون سنة قبل الهجرة. يقال إن والد أمه ليلى بنت المهلهل، سيدة أصبحت
لها مكانة مرموقة بين العرب لاحقاً، قد أمر بوأدها كما كانت عادة العرب
آنذاك، لكنه أبقى على حياتها بعد تحذير رآه في حلم. كان عمرو شخصاً حاد
الطبع، متكبراً، كريماً، محبوباً من أبناء قبيلته وشاعراً منذ نعومة
أظافره. ذكر سبب نظم معلقته في كتاب الأغاني على النحو التالي:قصة قتله
لعمرو بن هند: قال أبو عمرو حدثني أسد بن عمرو الحنفي وكرد بن السمعي
وغيرهما، وقال ابن الكلبي حدثني أبي وشرقي بن القطامي، وأخبرنا إبراهيم بن
أيوب عن ابن قتيبة: أن عمرو بن هند قال ذات يوم لندمائه: هل تعلمون أحداً
من العرب تأنف أمه من خدمة أمي، فقالوا: نعم! أم عمرو بن كلثوم. قال: ولم،
قالوا: لأن أباها مهلهل بن ربيعة، وعمها كليب وائل أعز العرب، وبعلها
كلثوم بن مالك أفرس العرب، وابنها عمرو وهو سيد قومه. فأرسل عمرو بن هند
إلى عمرو بن كلثوم يستزيره ويسأله أن يزير أمه أمه. فأقبل عمرو من الجزيرة
إلى الحيرة في جماعة من بني تغلب. وأمر عمرو بن هند برواقه فضرب فيما بين
الحيرة والفرات، وأرسل إلى وجوه أهل مملكته فحضروا في وجوه بني تغلب. فدخل
عمرو بن كلثوم على عمر بن هند في رواقه، ودخلت ليلى وهند في قبة من جانب
الرواق. وكانت هند عمة امرئ القيس بن حجر الشاعر، وكانت أم ليلى بنت مهلهل
بنت أخي فاطمة بنت ربيعة التي هي أم امرئ القيس، وبينهما هذا النسب. وقد
كان عمرو بن هند أمر أمه أن تنحي الخدم إذا دعا بالطرف وتستخدم ليلى. فدعا
عمرو بمائدةٍ ثم دعا بالطرف. فقالت هند: ناوليني يا ليلى ذلك الطبق. فقالت
ليلى: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها. فأعادت عليها وألحت. فصاحت ليلى:
واذلاه! يا لتغلب! فسمعها عمرو بن كلثوم فثار الدم في وجهه، ونظر إلى عمر
بن هند فعرف الشر في وجهه، فوثب عمرو بن كلثوم إلى سيفٍ لعمرو بن هند
معلقٍ بالرواق ليس هناك سيف غيره، فضرب به رأس عمرو بن هند، ونادى في بني
تغلب، فانتهبوا ما في الرواق وساقوا نجائبه، وساروا نحو الجزيرة. هكذا
وردت الحكاية. وزن معلقة عمرو بن كلثوم والحارث أقصر من الآخرين، لكن
معلقة عمرو ليست بأقل من الأخريات. لعلها أفضل للسمة الجدلية للقصائد وبها
إيقاع ما ورنين في غاية الجاذبية. تروق المواضيع التي تتطرق إليها
المعلقات، سياسية في معظمها، بقوة إلى القارىء الإنجليزي المعاصر، غير
أنها تتحلى بالنسبة لمن يعرف الشعر العربي المعاصر بأهمية خاصة جداً لأنها
تظهر كم قليلاً تغير عالم البدو في أفكاره السياسية أو حتى في وضعه
السياسي في 1400 سنة الماضية. يصعب وجود فكرة عبر عنها المدافعون عن قضية
لا تسمع اليوم من أفواه شيوخ القبائل المتنازعة الذين ارتحلوا إلى حايل
لإنهاء خلافاتهم أمام ابن رشيد. الفرق الوحيد أن خطب المتنافسين اليوم لم
تعد تقدم عبر القصائد.دبليو إى كلوستون:قال عنه كلوستون في كتاب من تحريره
عن الشعر العربي: كان عمرو بن كلثوم أميراً من قبيلة أرقم، أحد فخوذ بني
تغلب. كانت أمه ليلى ابنة المهلهل وهند، التي أراد والدها وأدها كما كانت
عادة العرب، لكنه سمع صوتاً في منامه يقول له إن ابنته ستصبح أم بطل. طلب
إعادتها إلى البيت وكانت ما تزال على قيد الحياة. تزوجت ليلى من كلثوم
وحلمت بعد مولد عمرو أنه سيكون أشجع المحاربين. دارت حرب طويلة بين تغلب
وبني بكر إثر مقتل كليب بن ربيعة. اتفق على وقف الحرب وليحكم فيها عمرو بن
هند، ملك الحيرة، الملك نفسه الذي أمر بقتل طرفه. كان عمرو بن كلثوم
المدافع عن بني تغلب والحارث بن حلزة المدافع عن بني بكر. يورد النقاش في
معلقته. وحيث إن الملك لم يسر بتفاخر عمرو بن كلثوم، حكم لصالح بني بكر،
فقتله عمرو بن كلثوم ثأراً، كما يظن لقتله طرفه، آخرون يرون وربما هم
أصوب، لحكمه ضد بني تغلب. ذكرت ظروف مقتل الملك على النحو التالي: قصة
قتله لعمرو بن هند: قال أبو عمرو حدثني أسد بن عمرو الحنفي وكرد بن السمعي
وغيرهما، وقال ابن الكلبي حدثني أبي وشرقي بن القطامي، وأخبرنا إبراهيم بن
أيوب عن ابن قتيبة: أن عمرو بن هند قال ذات يوم لندمائه: هل تعلمون أحداً
من العرب تأنف أمه من خدمة أمي? فقالوا: نعم! أم عمرو بن كلثوم. قال: ولم?
قالوا: لأن أباها مهلهل بن ربيعة، وعمها كليب وائل أعز العرب، وبعلها
كلثوم بن مالك أفرس العرب، وابنها عمرو وهو سيد قومه. فأرسل عمرو بن هند
إلى عمرو بن كلثوم يستزيره ويسأله أن يزير أمه أمه. فأقبل عمرو من الجزيرة
إلى الحيرة في جماعة من بني تغلب. وأمر عمرو بن هند برواقه فضرب فيما بين
الحيرة والفرات، وأرسل إلى وجوه أهل مملكته فحضروا في وجوه بني تغلب ?.
فدخل عمرو بن كلثوم على عمر بن هند في رواقه، ودخلت ليلى وهند في قبة من
جانب الرواق. وكانت هند عمة امرئ القيس بن حجر الشاعر، وكانت أم ليلى بنت
مهلهل بنت أخي فاطمة بنت ربيعة التي هي أم امرئ القيس، وبينهما هذا النسب.
وقد كان عمرو بن هند أمر أمه أن تنحي الخدم إذا دعا بالطرف وتستخدم ليلى.
فدعا عمرو بمائدةٍ ثم دعا بالطرف. فقالت هند: ناوليني يا ليلى ذلك الطبق.
فقالت ليلى: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها. فأعادت عليها وألحت. فصاحت
ليلى: واذلاه! يا لتغلب! فسمعها عمرو بن كلثوم فثار الدم في وجهه، ونظر
إلى عمر بن هند فعرف الشر في وجهه، فوثب عمرو بن كلثوم إلى سيفٍ لعمرو بن
هند معلقٍ بالرواق ليس هناك سيف غيره، فضرب به رأس عمرو بن هند، ونادى في
بني تغلب، فانتهبوا ما في الرواق وساقوا نجائبه، وساروا نحو الجزيرة. نظم
عمرو بن كلثوم علاوة على معلقته بعض قصائد الهجاء المرير للنعمان ملك
الحيرة وأمه التي كانت ابنة صائغ. لما حضرت عمرو بن كلثومٍ الوفاة وقد أتت
عليه خمسون ومائة سنة، جمع بنيه فقال: يا بني، قد بلغت من العمر ما لم
يبلغه أحد من آبائي، ولا بد أن ينزل بي ما نزل بهم من الموت. وإني والله
ما عيرت أحداً بشيء إلا عيرت بمثله، إن كان حقاً فحقاً، وإن كان باطلاً
فباطلاً. ومن سب سب؛ فكفوا عن الشتم فإنه أسلم لكم، وأحسنوا جواركم يحسن
ثناؤكم، وامنعوا من ضيم الغريب؛ فرب رجلٍ خير من ألف، ورد خير من خلف.
وإذا حدثتم فعوا، وإذا حدثتم فأوجزوا؛ فإن مع الإكثار تكون الأهذار .
وأشجع القوم العطوف بعد الكر، كما أن أكرم المنايا القتل. ولا خير فيمن لا
روية له عند الغضب، ولا من إذا عوتب لم يعتب . ومن الناس من لا يرجى خيره،
ولا يخاف شره؛ فبكؤه خير من دره، وعقوقه خير من بره. ولا تتزوجوا في حيكم
فإنه يؤدي إلى قبيح البغض."
Download UFX

رثاء الأندلس أبو البقاء الرندي
--------------------------------------------------------------------------------لكل
شيء إذا ما تم نقصان * فلا يغر بطيب العيش إنسان هي الأمور كما شاهدتها
دولٌ * من سرَّهُ زمنٌ ساءته أزمانُ وهذه الدار لا تبقي على أحد * ولا
يدوم على حال لها شانُ يمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ* إذا نبت مشرفيات
وخرصان وينتضي كل سيف للفناء ولو * كان ابن ذي يزن والغمد غمدان أين
الملوك ذوو التيجان من يمنٍ * وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ وأين ما شاده
شدَّادُ في إرمٍ * وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ وأين ما حازه قارون من
ذهب * وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ أتى على الكل أمر لا مرد له* حتى قضوا
فكأن القوم ما كانوا وصار ما كان من مُلك ومن مَلك * كما حكى عن خيال
الطيفِ وسنانُ دار الزمان على دارا وقاتله * وأمَّ كسرى فما آواه إيوانُ
كأنما الصعب لم يسهل له سببُ * يومًا ولا مَلك الدنيا سليمان فجائع الدهر
أنواع منوعة * وللزمان مسرات وأحزانُ وللحوادث سلوان يسهلها * وما لما حل
بالإسلام سلوانُ دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاء له * هوى له أحدٌ وانهد نهلانُ
أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتْ * حتى خلت منه أقطارٌ وبلدانُ فاسأل
بلنسيةَ ما شأنُ مرسيةٍ * وأين شاطبةٌ أمْ أين جيَّانُ وأين قرطبةٌ دارُ
العلوم فكم * من عالمٍ قد سما فيها له شانُ وأين حمصُ وما تحويه من نزهٍ *
ونهرها العذب فياض وملآنُ قواعدٌ كنَّ أركانَ البلاد فما * عسى البقاء إذا
لم تبقى أركان تبكي الحنيفيةَ البيضاءَ من أسفٍ * كما بكى لفراق الإلف
هيمانُ حيث المساجدُ قد أضحتْ كنائسَ ما * فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصلبانُ حتى
المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ * حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ يا غافلاً وله
في الدهرِ موعظةٌ * إن كنت في سِنَةٍ فالدهر يقظانُ وماشيًا مرحًا يلهيه
موطنهُ * أبعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ تلك المصيبةُ أنْسَتْ ما
تقدَّمها * وما لها مع طولَ الدهرِ نسيانُ يا راكبين عتاقَ الخيلِ ضامرةً
* كأنها في مجال السبقِ عقبانُ وحاملين سيوفَ الهندِ مرهقةُ * كأنها في
ظلام النقع نيرانُ وراتعين وراء البحر في دعةٍ * لهم بأوطانهم عزٌّ
وسلطانُ أعندكم نبأ من أهل أندلسٍ * فقد سرى بحديثِ القومِ ركبانُ كم
يستغيث بنا المستضعفون وهم * قتلى وأسرى فما يهتز إنسان لماذا التقاطع في
الإسلام بينكمُ * وأنتمْ يا عباد الله إخوانُ ألا نفوسٌ أبيَّاتٌ لها هممٌ
* أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهُمُ * أحال
حالهمْ جورُ وطغيانُ بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم * واليومَ هم في بلاد
الضدِّ عبدانُ فلو تراهم حيارى لا دليل لهمْ * عليهمُ من ثيابِ الذلِ
ألوانُ ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ * لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ يا
ربَّ أمٍّ وطفلٍ حيلَ بينهما * كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ وطفلةٍ مثل حسنِ
الشمسِ * إذ طلعت كأنما ياقوتٌ ومرجانُ يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً *
والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ لمثل هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ * إن كان في
القلب إسلامٌ وإيمانُ

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://saaadan.ahlamontada.com
 
الشعر الجاهلي أبرز الشعراء وأشعارهم وأغراض الشعر الجاهلي ! ديوان الاُدباء العرب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشعر الجاهلي أبرز الشعراء وأشعارهم وأغراض الشعر الجاهلي
» تحميل كتاب معجم اجمل ما كتب الشعراء العرب – كتب اشعار
» شرح ديوان المتنبي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخيمه العربيه قفين :: الفئة الأولى :: منتدى المواضيع العلميه والابحاث العلميه-
انتقل الى: