موضوع: خاطرة خطرت على بالي الأربعاء أكتوبر 28, 2009 2:09 am
[size=24]كنت قد كتبت هذه الكلمات وأطعلَت عليها أحد الأقرباء وبدأتها بسؤال موجه له - قرأتها و أعجبتني فنقلتها لكم
هل تعلم بأني عندما أكتب ما يجول في خاطري أرتاح فعندما أكتب لك الآن أحس براحة ولو أنها قليلة الأثر مع ذلك أشعر بالرضا بأني كتبت وعبرت،لا أكتب لكي تحزن معي أو تحزن علي،لكن من الجميل أن يعبر الإنسان على ما في مكنونه ومن الجميل أن يكتب ما يحس ويشعر ويجتاحه من أحاسيس،لأن انحباسها في قلب الشخص له من الأثر السلبي على الإنسان،فمجرد أن يكتب الإنسان ما يحس به يكون بذلك أحس بأن شخص ما قد شاركه ما يشعر به. أنا الآن أكتب لك هذا الرد الطويل في البيت على الكمبيوتر وعلى آذاني سماعات وأسمع موسيقى لعازف شهير إسمه Yanni ،منذ مايقارب 9 او 10 سنوات وانا أحب سماع موسيقاه. فعندما أسمع الموسيقى أحس بأن هذه الموسيقى تعبر عن ما في جوفي من مشاعر وأحاسيس. أعلم بأن كتابتي الآن طويلة لكن فرصة أن اكتب،فمن قليل كنت أقرأ في كتاب تلفيق الأخبار وتلقيح الآثار،لكن منعني من الاستمرار في القراءة كثرة التفكير فعندما ينزل عليك غضب التفكير في الدنيا وهمها لا تستطيع متابعة القراءة فتكتفي بقراءة صفحات قليلة رغبة منك في العودة فيما بعد بنفسية أحسن حتى تعاود القراءة. تجتاحني يا صديقي أحاسيس جارفة أو لنقل بأنها زخات مطر متسارعة او هطول مطر شديد من شدتها تجعل من تجمعها كحبات وكقطرات نهراً يجرف كل ما يمر من أمامها،بل قل بأن أحاسيس تجتاحني كمثل إعصار ضارب يضرب الأرض بمن عليها كتعبير عن هذه الأحاسيس. يجتاحني الهم رغماً عني مع أنني ألوي هارباً منه لا أكاد أنظر إليه مع هذا يسبقني ويبقى ماثلاً أمامي،فإلى أين ألوي هارباً،فإن أغمضت عيني إجتاحني بروحي،ودخل عقلي وافاقني من سباتي ونومي وأرهقني بفكري واشغل بالي،فهل من سبيل أو ملجأ من ذلك الهم. تمنيت لو كان هذا الهم والحزن شخصاً لعاتبته أو حيواناً لروضته أو جماداً لحطمته،بل لا سبيل له إلا أن يجتاحك هو ويغمرك بكل ما أوتي من قوة رغماً عنك. يبدو أني كتبت قصة طويلة بدأتها بسؤال وأنهيتها بخاطرة،فهل لخاطرة أن تنفس عن المحزون،ليتني أعرف أن أكتب شعراً لكتبت أشعاراً،ليتني أروي ما في خاطري وأقدر لكتبت معلقة أعلقها على نافذتي أو على باب غرفتي أو على خزانتي أو على سطح مكتبي. ليتني أعرف كتابة بيت من الشعر يشكي ألآمي وأحزاني،فهل للحزن عني من ذهاب وهل له عني من عدم السؤال. بل ليتني أعزف لحناً طويلاً لحناً يُسمع من حولي ومن هم بعيدون عني،لحناً يسمع كل من صد عني وابتعد مني،لحناً ترتجف له المشاعر وتتحرك له أوراق الشجر،لحناً يسيل كمياه الجدول الرقراق. فيا من صدني بالهجران والبعد أين أنت عني فالكل يدري وأنت لا تدري عني، فعني أنت بعيد وعيني عليك وكلي إليك قريب. فأجب قلبي المنادي رُب جواب أو أسمِع أذني أو تراءى لعيني لكي تعينني على ما كان فيني. فالعين تنهمر والقلب لبعدك عني منشطر. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا عالمي ويا حياتي ويا أحزاني. فإلى الله المشتكى وله المفر،أجرني يا رحمن يا متعال من هم الدنيا وحزنها،فأنا عبدك وعبد عبدك وأشهد بأنك الجبار الرحيم الغفور الودود الكريم العفو الباقي الحي الواحد الأحد الذي لا يموت.
أختم وأختم كتابتي بأبيات من الشعر لابن حجاج أنقلها ولا أحفظها: يا دولة الحزن التي = خسفت بأيام السرور يا ضجة الصخب المصد = ع ذي التنازع والشرور يا عثرة القلم المرش = ش بين أثناء السطور يا ليلة العريان غ = ب عشية اليوم المطير يا نومة في شمس آ = ب على التراب بلا حصير يا فجأة المكروه في ال = يوم العبوس القمطرير يا نهشة الكلب العقو = ر ونكهة الليث الهصور يا عيش عانٍ موثقٍ = في القيد مغلول أسير يا حدة الرمد الذي = لا يستفيق من القطور يا حيرة العطشان وق = ت الظهر في وسط الهجير[/size]