ركائز البيت المسلم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة :
للبيت المسلم ركيزتان هما :
1- أب فاضل 2- أم قديرة
والنتيجة أسرة متدينة واعية ناضجة تعي حقيقة دورها في هذه الحياة وبالتالي تقوم بدورها الرائد في التربية حق القيام . إذن من هو الأب الفاضل ومن هي الأم القديرة ؟
أولاًـــــ الأب الفاضل : هو من تحققت فيه عدة أمور هي :
1- التزامه بشرع الله تعالى في كل أمور حياته بحيث يكون أمام أبناءه مثالاً حي للقدوة الصالحة بحق قولاً وفعلاً .
2- اهتمامه بأهل بيته ( زوجته وأبناءه ) الاهتمام الديني والأخلاقي والاجتماعي والتربوي .
3- إحساسه بالمسئولية تجاه رعيته وبالتالي قيامه بدوره في التربية منذ ولادة الأبناء وحتى الكبر وملاحظتهم دوماً وتقويم سلوكهم وأفعالهم وطريقة حياتهم وتنشئتهم وتربيتهم على الأخلاق والفضائل والآداب والمكارم بشكل عام .
4- تلبية رغباتهم فيما هو نافع لهم من باب القيام بواجب الأبوة وفي نفس الوقت حجزهم عن الضار لأنهم أمانةعنده ويحتاجون لرعايته وتربيته وتوجيهه وتوعيته لهم حتي يكبروا.
5-تجنبه العنف والشدة في التعامل ومحاولة استخدام العقل والرفق واللين مع الأبناء قدر الإمكان وفي كل وقت وحين .
وهذه هي أبرز صفات الأب الفاضل من حيث العموم فمتى توفرت هذه الصفات في شخص ما يكن عندها شخص صالح في نفسه مصالح لغيره نافع للتربية سواء لأبنائه أو لغيرهم من أبناء المجتمع .
وهذه الأمور قد تتحق في رجل لا يقرأ ولايكتب ولكنه مع ذلك قائم بأمور دينه مهتم بتربية أبناءه يملك الوعي الكافي والاهتمام المطلوب .
في حين هي قد تغيب عمن حصل الشهادات والمناصب والرتب لكونه مفرط في أمور دينه مهمل لتربية أبناءه منشغل عنهم بأمور حياتية معيشية أخرى لاتنتهي أبداً. إذن هي صفات لا تتعلق ولاتختص بالمستوى التعليمي وإنما تتعلق بمن وعى ذلك وأستشعر المسئولية ووفق لتربية أبناءه وحسن رعايتهم .
ثانيا
الأم القديرة الفاضلة :
وهي التي تحققت فيها عدة أمور متى ما تحققت في أي امرأة فاضلة صالحة للتربية وهي :
1- التزامها بشرع الله تعالى حتى تكون قدوة لأبنائها في المنزل بل وخارج المنزل كذلك ولا سيما أمام البنات .
2- اهتمامها ببيتها واهل بيتها ( زوجها وأبناءها ) الاهتمام الأسري المطلوب .
3- قيامها بدورها في التربية أكثر من الأب لقربها من الأبناء أكثر ولعاطفتها الزائد وحنانها الفيض .
4 - ملاحظة الأبناء بشكل مستمر لكونها معهم في البيت أكثر من الأب فهي أدرى بحالهم وبحقيقة تصرفاتهم وافعالهم .
5 - تلبية رغباتهم فيما هو نافع لهم وفي نفس الوقت حجزهم عن الضار من باب القيام بواجب الأمومة .
6 - تجنبها العنف والشدة والتعامل بقسوة مع الأبناء وإبداله بالرفق واللين والسهولة والرأفة .
7 - تجنبها الدلال الزائد والمفرط لأنه يضر بالأبناء عموماً وليس من مصلحتهم أبداً وهذه مشكل يقع فيها الكثير من النساء غالباً وربما الرجال أحياناً .
8 - عدم وقوفها ضد الأب ومصادمتها له فيما يراه مناسب ونافع للأبناء ومن مصلحتهم ولا سيما وأن تقدير الأب كثيراً مايكون أنفع من الأم لحزمه وثباته ووعيه وحنكته وحتى تبرز الأم كونه ؤب البيت وسيد الدار وعلى الجميع طاعته .
9 - تفرغها لبيتها وأهل بيتها بالشكل المطلوب حتى وإن كانت امرأة عاملة فيجب ألا يشغلها عملها ذاك عن بيتها وأهل بيتها ويجب ألا يؤثر على حياتها الأسرية وإلا كان عملاً ضرره أكثر من نفعه وهذا يضعف دور الأم في التربية ولاشك وربما يضيعه بالمرة .
هذه تعد أبرز صفات الأم القديرة ونلاحظ أن تبعات التربية عليها أكثر من الأب والسبب في ذلك يعود لأمرين هما :
أ - لقربها من الأبناء أكثر وذلك لما آتاها الله تعالى إياه من حنان وعاطفة ورأفة واهتمام بالغ وخوف على الأبناء أكثر من الأب .
ب - لكونها معهم في البيت عادة أكثر من الأب بسبب انشغاله بعمله غالباً خارج البيت فهي بهم أدرى ومن قلوبهم أقرب وبنفسهم أعرف .
وهذا ما جعل الأم تعتبر مدرسة التربية الأولى لأن على يديها وأمام عينيها ينشأ الأطفال وبحسن رعايتها لهم يكونوا صالحين أو بتفريطها وسوء رعايتها لهم يكونوا فاسدين وهي بذلك تعد ركيزة التربية الأولى وركنها الركين وأساسها المتين .

وقد أحسن شاعر النيل حافظ إبراهيم أجاد حين وصف الأم فقال :
الأم مدرسة إذا أعددتها ****** أعددت شعباً طيب الأعراق
الأم روض مربع إن تعهده الحيا ** بالري أورق أيما إيراق
الأم أستاذ الأساتذة الأولى *** شغلت مآثرهم مدى الآفاق
من المهم جداً أن يعي الأبوين مسئولية التربية الملقاة على عاتقهما والتي لا يمكن أن يقوم بها تجاه الأبناء إلا هما . والعمدة في ذلك قوله صلي الله عليه وسلم : { ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالأمي الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته } ( متفق عليه ) .
وإذا استبطن الأبوين ذلك قاما بما توجب عليهما من حسن رعاية واهتمام بالأبناء لأنهم أمانة ما داموا صغاراً وهذا يعني وجوب تقديم دوام التوجيه والنصح للأبناء ولا سيما في الأوقات المناسبة التي يحتاجون فيها له .
ولنأخذ صورة واقعية من أروع صور النصيحة في عالم الأدب من باب الإحساس بالمسئولية الحقيقية ومن ثم بذلها في أوانيها المناسب وبطريقة مقبولة بل شيقة تنم عن اهتمام مصحوب بوعي وهي قصة الأعرابية { أمامة بنت الحارث } زوجة عوف ابن ملحم الشيباني } ونصيحتها القيمة لابنتها لما خطبها الحارث ابن عمرو الكندي ملك كندة آنذاك} فلما جهزوا العروس وأرادوا أن يحملوها لزوجها قالت أمامة لابنتها : أي بنيه إن النصيحة " الوصية " لو تركت لفضل أدب لتركت لذلك منك ولكنها معونة للعاقل وتذكرة الغافل .
أي بنيه لو أن المرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها ولشدة حاجتهما إليها كنت أغن الناس ولكن النساء للرجال خلقن ولهن خلق الرجال .
أي بنيه إنك غداً ستفارقين البيت الذي فيه نشأت وخلفت العش الذي فيه درجت الى وكر لم تعفيه وقرين لم تألفيه . فأصبح بملكه عليك رقيباً ومليكاً فكوني له أمة يكن لك عبداً وشيكاً .
أي بنيه أحملي عني عشر خصال تكن لكي ذخراً وذكراً :
ـــ أما الأولى والثانية . الصحبه بالقناعة والمعاشرة بحسن السمع والطاعة ( فإن القناعة بالنساء أليق وحسن الطاعة للرجال أوثق ) .
ـــ وأما الثالثة والرابعة . التعهد لموقع عينيه والتفقد لموضع أنفه ( فلا تقع عينهمنك على قبيح ولا يشم منك إلا أطيب الريح . والكحل أحسن الحسن والماء أطيب الطيب المفقود ) .
ـــ وأما الخامسة والسادسة . التعهد لوقت طعامه والهدوء عنه عند منامه ( فإن حرارة الجوع ملهبة وتنغص النوم مغضبة ) .
ـــ وأما السابعة والثامنة . الاحتفاظ ببيته وماله والإرعاء على نفسه وحشمه وعياله ( فإن الاحتفاظ بالمال حسن التقدير والإرعاء على العيال والحشم جميل حسن التدبير ) .
ـــ وأما التاسعة والعاشرة . فلا تفشي له سراً ولا تعصي له أمراً . ( فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره وإن عصيتي أمره أو غرت صدره ) .
ثم قالت : ثم اتقي مع ذلك الفرح إن كان ترحا " حزيناً " والا كتئاب عنده إن كان فرحاً ( فإن الخصلة الأولى من " حسن " التقدير والثانية من التكدير ) .
وكوني أشد ما تكزنين له إعظاماً يكن أشد ما يكون لك إكراماً . وأشد ما تكونين له موافقة يكن أطول ما تكونين له مرافقة .
وأعلمي أنك لا تصلين الى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك وهواه على هواك فيما أحببت وكرهت . والله يخير لك .
فانظروا أخواني المربين وبالأخص أنت أختي المربية الى مثل هذه النصيحة والوصية البالغة في الروعة والحسن والجمال وتمعنب فيها والتي جاءت في وقتها المناسب وبالشكل المطلوب .
وأقول لو أن كل أم نصيحت ابنتها في لية زفافها بمثل هذه النصائح بدلاً من الانشغال عنها بترتيبات شكلية وأمور كمالية لعل بعضها لا يقدم ولا يؤخر فلو أنها فعلت ذلك حينها فكم هو قدر النفع من تلك النصيحة في تلك الليلة الميمونة والتي ولا شك لو أن البنت العروس نصحت بمثل تلك النصائح في حينها وفي الوقت التي تحتاجه فإنها لن تنساها أبداً وستظل في ذاكرتها طوال حياتها الزوجية بل طيلة عمرها وستنتفع بها أيما أنتفاع .

__________________

{ اللهم أنت ربي لا إله ألا أنت خلقتني وأنا أمتك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبو لك بنعمتك علي
وأبوء بذنبي فا غفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت } e]erdana]size]

اشكرك على مواضيعك الجميله نعم هذه هي مواصفات الام المثاليه والاب الفاضل يا ريت كل الاب والام يتمثلوا بهذه المواصفات لنربي جيل صالح بس لللاسف نفتقده في ايامنا هذا

» حمل كناب حصن المسلم كاملا
» ملف كامل لكيفية تنظيف البيت
» تحميل حلقة البيت بيتك مع الفنان محمد صبحى