[b]سؤال صعب بكل المقاييس.
لوعدت الي الوراء الي زمن الشباب لتذكرت ان شكل العريس كان له اولوية في اعتبارات الرفض او القبول. وسامته مقياس وياحبذا لو دق الباب تسبقه سمعة بأنه محبوب جدا من الفتيات لخفة دمه او اناقته أو سحره الخفي.
سرا تحاور البنت نفسها تري نفسها بعيني عريس ترك كل المعجبات وجاء ليخطبها هي . ويالها من صورة تقنعها بأنه رأي فيها مالم يره الاخرون . بل وتتسع دائرة افكارها فتقتنع بأنها فعلا مميزة ولكن اخوانها واخواتها ووالداها لا يعترفون بفضائلها التي لمسها العريس الذكي الوسيم. فهل يمكن ان ترفضه؟
ما يغيب عنها هو ان الشكل يتغير بمضي الزمن ولكن تبقي المبادئ والطباع. لأنها ثوابت لا تتغير.
وليس معني هذا ان تقبلي عريسا لا يسرك اذا نظرت . ولكن لا يجب ان تكون وسامته هي الاعتبار الاول لأنه قد يرضيك علي المدي القصير ويتعبك علي المدي الطويل.
الاهل يقيمون العرسان وفقا لمواصفات اخري, منها الحسب والنسب والوظيفة والدخل والمركز الاجتماعي
ثم يأتي دور النظرة الشرعية. وقد يتم الاتفاق بعدها مباشرة .
ولكن نظرة واحدة لا تكفي. سوف يغضب مني كثيرون ولكن اذا عرف السبب بطل العجب.
حين يقدم خاطبا نفسه لعروس او لاهلها فلا شك انه يقدم الوجه الذي يظنه مناسبا والذي يزكيه عندهم. واقصد بذلك ان اللقاء الاول يشتمل علي عنصر تمثيلي. ولذلك يجب ان يتكرر اللقاء في مواقف مختلفة.
في مكان عام راقبي سلوكه مع من هم اقل منه حظا.. هل يعاملهم باحترام مهذب؟ هل يترك له بقشيشا معقولا؟ هل يفرض علي ضيوفه طلبا معينا ام يفضل ان يمنح غيره فرصة للاختيار؟
اطلبي ان تلتقي الخاطب مع اسرته.. مع والدته واخواته البنات وراقبي كيف يتعامل معهن. فالحنان لا يجزأ. لو كان حنونا معهن سيكون حنونا معك. انصتي لحديثه لكي تتعرفي علي اهتماماته وان لم تكن مطابقة لاهتماماتك كوني صادقة مع نفسك. ان كان مهتما بالشأن العام فهل ستكوني قادرةعلي الحوار معه بناء علي المام ومعرفة؟ ام تتجاهلي اهتماماته بذريعة انه لا وقت عندك بسبب مسئولية البيت والاولاد؟ فاذا به يسعي لصحبة اصدقاء يشاركونه اهتمامه. ان كان من عشاق الرياضة توقعي ان يمضي اوقات فراغه في مشاهدة المباريات او ممارسة رياضته المفضلة؟ هل انت رياضية؟ هل يقرأ بنهم؟ فماذا كان اخر الكتب التي قرأت؟
من اهم الصفات التي يجب ان تتوفر في الخاطب ان يكون مستعدا لاكمال ء ما بدأ. الخاطب الذي يتنقل من وظيفة الي اخري كما تطير العصافير من غضن الي غصن لا يبشر بالاستقرار . والخاطب الذي لم يكمل تعليمه بعد ان بدأه لا يلهم بثقة.
لو تقدم لابنتي خاطب لنصحتها بسؤاله عن اهتماماته الخاصة والعامة . ولنبهتها لاهمية الاشياء الصغيرة في مظهر الانسان : هل يعتني باسنانه؟ بأظافره؟ بنظافة ثيابه وهندامه بلا اسراف؟ حين يتكلم مع آخر هل ينصت أم انه يرسل ولا يستقبل؟ هل يشكر حسن الصنيع؟ ان قال انه لا يهتم بالطعام لا تصدقيه لأن الطعام قوة دافعة للحياة . ان قال انه لا يحب الاطفال ولا يتحمل ضوضائهم لا تتزوجيه .
الحذر لا يمنع القدر . وكانت امي رحمها الله تردد دائما بأن الزواج مثل البطيخة. المحظوظة تجد بطيختها آخر حلاوة. وغير المحظوظة تكتشف بعد الزواج ان البطيخة من برة ها الله الله. ومن جوة يعلم الله.
فوزية سلامة
و أنا أوجه سؤالي إلى كل من في المنتدى هل البنت لها الحق في اختيار زوجها فعلا؟ [center]